خلف خلف - رئيس التحرير - النجاح الإخباري - ازدادت الضغوط على الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف الحرب على قطاع غزة وتآكلت شعبيته في عام انتخابي صعب، فكثرت هفواته وزلاته وأصبح يخلط في الأماكن والأسماء والتواريخ.
لدرجة أنه قال قبل أيام إن بلاده (تعتزم العمل لـ"فتح طرق أخرى [لإيصال المساعدات الإنسانية] إلى أوكرانيا)، فسارع البيت الأبيض إلى الإعلان أن الرئيس كان يقصد غزة.
وحالة بايدن الذهنية ربما تلخص تخبطه السياسي وارتباكه النفسي وتناقضاته، فيتحدث عن مفاوضات وقف الحرب على قطاع غزة وهو يلوك الكلام ويلحس "الآيس كريم"، ويهاتف بحسب مسؤولين أميركيين، الرئيسي المصري عبدالفتاح السيسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد، ويقول لهما: أحضروا لي صفقة قبل رمضان.
فيظهر زعيم أقوى دولة في العالم كمن يطلب 2 كيلو قطايف وليس وقفا لحرب راح ضحيتها حتى الآن نحو 100 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح ومفقود.
كما أنه يزود إسرائيل بالقنابل والأسلحة لمحو ما تبقى من غزة ثم يتحدث عن أزمة إنسانية ويأمر سلاح الجو الاميركي بإسقاط فتات من المساعدات على القطاع.
فماذا يريد بايدن حقاً؟
يتحدث عن ضرورة إقامة دولة فلسطينية، ثم يمنح إسرائيل صكاً لاجتياح مدينة رفح بشرط تقديم خطة مناسبة لذلك !
يهين نتنياهو في الغرف المغلقة ويكيل له السباب ويصفه بـ"الأحمق" ثم يتحدث معه هاتفياً لتأكيد دعمه للحرب ويرسم خطوطها معه.
يصرح بأن نتنياهو وافق على إقامة دولة فلسطينية، فيهينه الأخير في اليوم التالي ويكذبه أمام العام أجمع: أنا لم أقل ذلك.
يقول الرئيس المسن ابن الـ 81 عاماً بأن الوضع الإنساني في غزة كارثي ويجب وقف الحرب لتسهيل إخراج الرهائن ثم تستخدم إدارته الفيتو لإحباط قرار في مجلس الأمن يدعو لوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.
يدعو لعدم توسعة الحرب ثم يقوم مع حليفته بريطانيا بقصف الحوثيين في اليمن، فهل هو يفعل عكس ما يقول أم يريد الاستفراد بالفلسطينيين؟
ماذا يحدث مع جو النعسان، كما يحلو لمنافسه الجمهوري دونالد ترامب تلقيبه.
لقد ازداد تشتته الذهني مع ازدياد الضغوط عليه وبدأت تختلط عليه الأمور، لدرجة أنه أخطأ في معظم تصريحاته الشهر الفارط فخلط بين المستشارين الألمانيين السابقين أنجيلا ميركل وهلموت كول الذي رحل عام 2017. فالأولى سيدة والثاني رجل، فكيف يمكن الخلط إلى هذا الحد؟
كما خلط خلال قمة مجموعة السبع بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والراحل فرانسوا ميتران.
ماذا يحدث مع بايدن؟