نابلس - هيثم علي يوسف - النجاح الإخباري - غالباً ما تتخذ الحروب أنماطًا وأشكالاً متنوعة ولعل من أهمها الحروب الاعلامية أو الحرب النفسية، والتي على الأغلب تسبق الحرب العسكرية فالدافع النفسي يلعب دوراً كبيراً في الحروب وهذا ما نشاهده بشكل يومي في حرب الإبادة على قطاع غزة، فالإعلام العسكري للمقاومة من يلعب دورا أساسيًا في التأثير على نفسية العدو من جهة وعلى أهالي الاسرى في الكيان الصهيوني من جهة أخرى.

ومن يتابع الفيديوهات اليومية والتي يبثها الاعلام العسكري للكتائب يلاحظ أن الصور تتحدث عن استهدافات مباشرة لتجمعات الجيش الصهيوني أو إستهداف مباشر لآليات عسكرية من مسافة صفر حيث حدد الخبراء العسكريين أن هذه المسافة تصل إلى ١٣٠ مترا  وهي مسافة فعالية قوة القذيفة التي يطلقها المقاوم باتجاه الهدف فجميع الفيديوهات كانت واضحة الأهداف.

 وفي المقابل أصيب العدو بالغيرة وأراد أن يلعب نفس اللعبة الاعلامية فأصبح يبث بشكل شبه يومي صوراً لجنوده وهم يطلقون النار على أهداف غير واضحة  غير مرئية  فيتم توجيه الضربات على أبنية مدمره وأبنية  هجرها سكانها ونزحوا نحو الجنوب واستعراضات داخل مدارس خالية تماما أو إطلاق نار وقنابل على حفر فارغة  أو إستخدام رجال تم أسرهم من مراكز الإيواء بعد إجبارهم عى خلع ملابسهم وتصوير فيديوهات مفبركة بأن هؤلاء المدنيين هم احد عناصر المقاومة وبعد نشر الفيديو يتم فضح هذه الفيديوهات المفبركة ليتبين أن هؤلاء مدنيين ليس لهم علاقة بأي عمل او أرتباط بالمقاومة.

ولم يكتفِ الإعلام العسكري للمقاومة في بث فيديوهات للاستهدافات المباشرة بل سعت الى بث فيديوهات للأسرى الاسرائيليين المحتجزين لديها لتأجيج  الجبهة الداخلية  في الكيان الصهيوني، ما دفع أهالي هؤلاء الأسرى الى الضغط على  قرارات الحكومة من خلال تنفيذ اعتصامات ومظاهرات تطالب بتحرير الأسرى من خلال هدنة إنسانية ومطالبتها بإيقاف القصف العشوائي خوفاً من قتل المزيد من الأسرى المحتجزين في قطاع غزة وتحميل حكومة الكيان  مسؤولية سلامتهم  وهذا الحال وضع نتنياهو وأعوانه في مأزق كبير  والعمل على تكثيف الاتصالات مع الوسطاء في قطر ومصر لإيجاد صيغة جديدة لهدنة إنسانية لتبادل الأسرى.

وهذه المساعي هي قوة للمقاومة  حيث تستطيع من خلالها فرض الشروط التي تريدها لتحرير الأسرى الفلسطينيين من خلال سعيها إلى تبييض السجون الاسرائيلية، فالحكومة الاسرائيلية أصبحت عاجزة أمام  المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة التي كبدتها خسائر اقتصادية بالدرجة الأولى وقتلى وتدمير كبير للآليات العسكرية الاسرائيلية بالإضافة الى فقدانها المصداقية أمام شعبها والعالم أجمع.