نابلس - النجاح الإخباري - كتب رئيس التحرير - يناقش العالم - عدا الفلسطينيين- مسألة اليوم التالي للحرب، رغم تركيز الإعلام أن اليوم التالي للحرب يعني بعد إنهاء حماس وهذا غير واقعي من جهة ومن المفترض أننا كفلسطينين نرفض هذا الوصف ولدي اعتقاد يصل حد القناعة أن اسرائيل تعلم تمامًا ذلك وأن ما تقوم به أكبر و أبعد من فكرة اليوم التالي بمعناها المباشر و البسيط.قد توضح هذه النقاط ما يدور :
١- هدف دولة الاحتلال منذ تأسيسها هو تهجير الفلسطينيين ولن تجد فرصة متاحة أكثر من هذه ، وهنا لا أتحدث عن التهجير الى سيناء فهذا لا تسعى له اسرائيل فمن خرج على بعد ٤٠ كم يعود ولو حبوا. 
٢-بعد حرب ٢٠١٤ والتي رغم شدتها لا تقارن بهذا الجنون والانتقام هاجر من قطاع غزة عدد ليس بسيط من الشباب والعائلات ممن وجدوا ان لا مكان لبصيص أمل في غزة وفي حينه تم اعمار غزة بسرعة و طريقة حبذا لو تم النظر فبها واستنساخها بعد تطويرها هذه المرة.
٣- دولة الاحتلال تستهدف الحياة في غزة الان ولا تستهدف فقط البشر و الحجر والشجر بل تستهدف معنى الحياة و دمرت كل البنى التحتية التي لا يمكن اعادة اعمارها بل ربما لا يمكن اعادة بنائها في ظل القنابل الغبية والذكية التي استخدمت.
٤-اذًا، دولة الاحتلال تعمل على مرحلة ما بعد الحرب واستهدف تهجير عدد كبير من المواطنين وهذه المرة ليس بركوب قوارب الموت بل ربما تكون عبر قوارب ٥ نجوم وطائرات عالية المستوى.
٥- فيزيائيا غزة ضاقت على سكانها و٣٦٥ كم مربع بالمنطق المكاني و الزماني لا يمكن ان تتسع لهذا العدد الا في حال تم تصميم المساحة المكانية على هذا الأساس كما المدن الحديثة في العالم.
٦-اذًا وبعد ما ذكر في النقاط أعلاه فان خطر اليوم التالي ليس بمن يحكم وليس بمن يدفع وليس كل هذه التفاصيل، تعمل اسرائيل بعقلية أميركية في هذه الحرب فالخشية ان يكون القرار ترك غزة كما تركت العراق وتحويلها الى مكان طارد .
٧- لست متفائلا بما يتم نقاشه واي من سيتسلم غزة بتفاصيلها التي نجمت عن الجنون يجب دعمه دون اي نقاش على شرعيته ويجب ان نخطو خطوات للأمام للحفاظ على فكرة تثبيت المواطن على أرضه لأن الهدف الاسرائيلي تهجير المواطنين وتحويل غزة الى مدينة تعيش العصر الحجري لمن سيبقى فيها
٨-التصريحات الأميركية مرعبة جدًا لمن يتابع سياسيًا وليست مثار نقاش ايجابي بانها تضغط على اسرائيل لوقف الحرب بل اعتقد انها تصغط عليها لاستمرار الحرب طويلة الامد وهو الخطر الشديد على مستقبل القضية الفلسطينية 
٩-دولة الاحتلال لم تعتد يوما على الحروب طويلة المدى وفكرة تحويل الدول الى دول فاشلة هي افكار اميركية وخبث اميركي كما العراق افغانستان و حتى فيتنام بما نتج عن انسحابها ..وهذا ما يجب ان نخشاه و نحاربه
١٠- كنا نزين ما نكتب سابقا بان الوحدة الوطنية هي مفتاح الحل ، الان نخجل ان نكتبها ويجب ان يخجل من يقود الشعب الفلسطيني من الطرفين ويذهب فورًا ودون نقاش تفاصيل صغيرة الى اتفاق على وأد الخبث الأميركي في مكانه وعدم السماح بتمريره
أكاد أقول أن الحرب الاسرائيلية المجنونة ستكون أرحم من التفكير الأميركي بحرب طويلة الأمد وتحويل القطاع لمكان طارد .. 
نتخيل هذا السيناريو
فوضى بحيث ستستمر اسرائيل بملاحقة كل من يعمل مدنيًا
فوضى بحيث لن تدخل اسرائيل مواد الاعمار الا بشروطها وبالتالي لن يكون هناك اعادة تسكين سريعة للنازحين و المواطنين
فوضى بحيث يكون كل يوم هناك عمليات استهداف و اغتيال و لا يوجد مكان آمن بمفهوم الزمن
هذا و أكثر هو السيناريو الأميركي وكما أقنعونا و أقنعوا العالم بأن المساعدات لغزة وزيادة كميتها يوازي تمامًا الجنون الاسرائيلي سيقنعوا بعضنا و العالم أن هذا السيناريو هو الأرحم للمواطنين ..

وأمنيتي أن أكون مخطئًا هذه المرة