حماد فراعنة - النجاح الإخباري - ما المواجهة القتالية متواصلة، الاشتباكات متداخلة بين قوى المقاومة الفلسطينية وقوات المستعمرة الإسرائيلية في قطاع غزة بعد الاجتياح الإسرائيلي الذي بدأ مع اليوم الأول من الأسبوع الرابع لبدء الهجوم الإسرائيلي على أثر عملية 7 تشرين أول اكتوبر 2023.
انتهت المحطة الأولى من المخطط الذي أعلنه يوأف جالنت وزير الدفاع في حكومة المستعمرة، بعد أن إستمر ثلاثة اسابيع، عبر القصف والتدمير بدون تحفظ لكل المؤسسات المدنية من مدارس وجامعات ومستشفيات ومخابز والبيوت والبنايات وغيرها، وبالانتقال للأسبوع الرابع، بدأت المرحلة الثانية بعملية الاجتياح التدريجي التي مازالت متواصلة، متقطعة، بهدف احتلال كامل قطاع غزة، تمهيداً للمرحلة الثالثة وهي سياسية بالكامل وفق المخطط الذي وضعته حكومة نتنياهو.
البرنامج الذي وضعته حكومة نتنياهو كان يحظى بدعم أميركي وأوروبي، وانحياز كامل من واشنطن ولندن، ونسبي متردد من قبل فرنسا والمانيا وإيطاليا، وهم الذين شاركوا ووقعوا على البيان الخماسي مع واشنطن مرتين الأول مع بداية الاجتياح يوم 8 أكتوبر، والثاني بعد البدء بعملية الاجتياح التي أعلنها نتنياهو يوم 28 تشرين أول أكتوبر بقوله: "لقد بدأت المرحلة الثانية من الحرب" على قطاع غزة.
مع بداية الهجوم الإسرائيلي كان التوافق والتفاهم الأميركي حتى الأوروبي، قريباً من مواقف حكومة المستعمرة داعمين لها، ولكن وقعت تطورات معلنة خلقت فجوة ما بين حكومة نتنياهو من طرف وواشنطن والأوروبيين من طرف أخر لعدة أسباب:
أولاً: التطرف الإسرائيلي ، والجرائم البشعة التي قارفتها ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة أحرجت واشنطن والعواصم الأوروبية أمام شعوبها ، وأمام الرأي العام العالمي.
ثانياً: المظاهرات الاحتجاجية التي اجتاحت العاصمة واشنطن وبعض الولايات الأميركية والعواصم الأوروبية، ضد المستعمرة وتعاطفاً مع الفلسطينيين.
ثالثاً: صمود الشعب الفلسطيني، وصمود فصائل المقاومة وقدرتها ومبادراتها عبر توجيه ضربات موجعة لجيش الاحتلال.
رابعاً: إعلان نتنياهو خطواته السياسية للمرحلة الثالثة والتي تستهدف احتلال قطاع غزة والعمل على تهجير قرى للفلسطينيين، وتقليص مساحة قطاع غزة بعد إقتطاع أجزاء منه، وتنصيب إدارة فلسطينية أو عربية أو دولية وفصلها عن الضفة الفلسطينية.
المواقف الأوروبية إجمالاً بدأت مترددة متخلخلة غير ثابتة، ولكن الموقف الأميركي الأكثر انحيازاً وتبيناً لمواقف نتنياهو صابها التراجع بعد شهر من عمليات الهجوم وبعد أسبوع أو أكثر من عملية الاجتياح.
في طوكيو، بعد اجتماع وزراء خارجية مجموعة الدول السبع وهي: كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، يوم 7 نوفمبر 2023، أعلن الوزير بلينكن في مؤتمر صحفي مجموعة من المواقف يمكن تلخيصها كما يلي:
1- اسرائيل (المستعمرة) لن تستطيع إدارة قطاع غزة.
2- واشنطن ترفض التهجير القسري للفلسطينيين.
3- واشنطن تأمل نهاية الحرب في أسرع وقت ( أعطت نتنياهو مهلة محددة).
4- واشنطن تدعم حل الدولتين.
5- على اسرائيل ( المستعمرة) عدم إعادة احتلال قطاع غزة.
6- على اسرائيل ( المستعمرة) عدم فرض حصار على القطاع أو إقتطاع أي جزء منه.
وحصيلة ذلك تراجع عن كل المواقف والسياسات المؤيدة للمستعمرة منذ بداية حربها على الفلسطينيين.
مظاهرات أميركا وأوروبا، ومعاناة الشعب الفلسطيني الذي تعرض لمعاناة غير مسبوقة بهذه البشاعة والجرائم، ومواقف البلدان العربية والإسلامية بعد قمة الرياض المشتركة خاصة تلك التي تربطها علاقات مع واشنطن شكلت رسائل مهمة للإدارة الأميركية.
تراجع اميركي وأوروبي وإسناد معنوي وسياسي من قبل بلدان العالم وفي طليعتها البلدان العربية والإسلامية وفشل حملة نتنياهو، رغم هجومه المتطرف الفاشي التدميري أثمر حصيلة هذا التغير، والخطوات التراكمية مازالت على الطريق.