وكالات - رامي مهداوي - النجاح الإخباري - تعتبر المخيمات الفلسطينية واحدة من أكثر المناطق المهمشة والمحرومة في منطقة الشرق الأوسط، وتعكس بشكل صادم الواقع القاسي الذي يعيشه اللاجئون الفلسطينيون منذ النكبة الفلسطينية في العام 1948، عندما أُجبر مئات الآلاف من الفلسطينيين على ترك ديارهم نتيجة العدوان الإسرائيلي. ومنذ ذلك الحين تعيش هذه المخيمات حالة من الفقر والتهميش وانعدام للخدمات الأساسية.
تتميز المخيمات الفلسطينية بكثافة سكانية عالية وظروف سكن غير صحية، وتفتقر إلى البنية التحتية الأساسية مثل المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي والكهرباء. بالإضافة إلى ذلك، تعاني المخيمات من نقص حاد في الخدمات الصحية والتعليمية، ما يؤثر سلباً على صحة وتعليم الأطفال والشباب، ومع كل ذلك تعلمنا المخيمات معنى الكرامة والعزة.
لم يكن العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة في العام 2021 استثناءً من هذه الظروف المأساوية. تعرضت المخيمات الفلسطينية في غزة لدمار هائل جراء القصف المتواصل، ما أدى إلى تشريد آلاف الأسر وتدمير المنازل والمرافق الأساسية. لقد أثر هذا الدمار الهائل بشكل سلبي على حياة اللاجئين في المخيمات، وزاد من معاناتهم وفقرهم.
علينا ألا ننسى اقتحامات جيش الاحتلال الإسرائيلي المتكررة لمخيم "عقبة جبر" بمدينة أريحا. وقبل أيام العملية الإسرائيلية الأخيرة على مخيم جنين، تم تشريد أكثر من 4000 فلسطيني من منازلهم. استشهد 12 مواطناً على الأقل، وأصيب أكثر من 100 آخرين بينهم حالات حرجة، وتم تدمير عدد لا يحصى من المنازل وحرق المئات من السيارات!!
ومع ذلك، فإن هذه المخيمات تستمر في الصمود والتحدي، وعلى الرغم من الصعوبات التي تواجهها، إلا أن اللاجئين الفلسطينيين يستحقون الدعم والاهتمام الدولي. وعلى صعيد المؤسسات الدولية، ينبغي أن تتحمل المجتمعات الدولية مسؤوليتها في تقديم المساعدة والدعم اللازم لتحسين الظروف المعيشية في هذه المخيمات.
يجب على المجتمع الدولي العمل بجد للحد من الفقر والتهميش في المخيمات الفلسطينية، وضمان توفير الخدمات الأساسية مثل الماء والصرف الصحي والتعليم والرعاية الصحية، لكن ما يحدث هو العكس كلياً فنجد كيف خلّف الاحتلال دماراً وخراباً هائلَين، متعمداً تدمير البنية التحتية للمخيمات بوساطة آلاته العسكرية.
علاوة على ذلك، ينبغي على المجتمع الدولي العمل على تحقيق العدالة والسلام في المنطقة، بما في ذلك حل القضية الفلسطينية وتوفير الحق في العودة للفلسطينيين الذين فقدوا منازلهم وممتلكاتهم. يجب أن يكون هناك التزام دولي قوي لحماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين وتوفير الظروف الملائمة لعيش كريم لهم.
في النهاية، أخشى أن إسرائيل وفي ظل الحكومة اليمينية المتطرفة بدأت الحرب على المخيمات الفلسطينية بطرق وأدوات مختلفة، في ظل الصمت الدولي وانشغاله بقضايا عالمية مختلفة، وحالة الوهن والصمت العربي والإسلامي، وكأن الشعب الفلسطيني مصيره التهجير والموت!!