وكالات - توفيق أبو شومر - النجاح الإخباري - هذا السؤال هو عنوان مؤتمرٍ عقده مركزُ دراسات الأديان في الجامعة الإسرائيلية المفتوحة، بمشاركة الجامعة العبرية، يوم الجمعة 17-6-2023، كان مفروضاً أن يُعقد المؤتمر في متحف داود بالقدس، لكن رئيس بلديتها، موشيه ليون رفض أن يُعقد المؤتمرُ في القاعة، ما حدا بالمنظمين أن يعقدوه في المجمع الأرمني في الحي القديم في القدس! شجب الحريدي، أريه كنغ، وهو نائب رئيس بلدية القدس عقد المؤتمر واعتبره مؤتمرا لاسامياً! وشارك في تظاهرة مع عدد من أنصاره أمام بوابة المؤتمر قال: «يجب أن يمارس المسيحيون حريتهم فقط داخل الكنائس، إن القضية ليست هي البصاق على المسيحيين، بل تعود لنشاطهم التبشيري»!
عرض منظمو مؤتمر (لماذا يبصقون علينا) فيديو الشاب الحريدي الباصق في وجه رجل الدين المسيحي الجالس في سيارته، وعرضوا فيديو آخر لمجموعة من الشباب اليهود وهم يبصقون على أبواب الكنائس في القدس!
قال دافيد روزين وهو حاخام يهودي: «ظاهرة البصاق تتفاقم، يبصق الحارديم اليهود على القساوسة والراهبات»!
قال أثانسيوس ماكورا، رئيس مركز المعلومات المسيحي في بوابة يافا في القدس: «تعرضتُ للبصاق أكثر من خمس عشرة مرة في الأشهر الأخيرة، ليس في الحي القديم بالقدس بل خارجه أيضا»!
يرى، أمنون رامون الباحث في مركز القدس للدراسات أن معظم الحارديم يعتقدون أن التبشير بالمسيحية أكثر خطورة من الصراع مع المسلمين، وأن التحريض السياسي في الحكومة الحالية فاقم من ظاهرة البصاق!
فسَّر، ألون غوشن في موقع واي نت، يوم 18-6-2023 هذه الظاهرة قال: «انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة البصاق من قبل الشباب الحارديم من كل التيارات الدينية، رجالا ونساء على رجال الدين المسيحيين، على ملابسهم وكنائسهم ورموزهم الدينية، مع العلم أن عقوبة الباصق في القانون الإسرائيلي السجن سنتين، غير أن الشرطة تتواطأ مع الباصقين ولا تقدمهم للمحكمة، وهذا يؤدي إلى الاعتداء على اليهود خارج إسرائيل انتقاما»!
دارت في المؤتمر نقاشات أبرزها أنَّ الباحثة، يشكا حازاني أشارت إلى قصة الطفل اليهودي ذي التسع سنوات وهو يشتم رجل الدين المسيحي، وذكرت كذلك أنها شاهدت مجموعة من طلاب المدرسة الدينية اليهودية، (اليشيفا) اعتادوا تشويش صلوات رجال الدين المسيحيين، بعد أن أصبح رجال الدين المسيحيون يائسين من الشكوى للشرطة!
فسر الكاتب، ألون ظاهرة البصاق فأرجعها إلى عصر اضطهاد اليهود، وإلى أشهر المسرحيات لشكسبير، وهي تاجر البندقية في نهاية القرن السادس عشر في إيطاليا، تحكي القصة سبب كره وانتقام المُرابي اليهودي، تشايلوك من أنطونيو التاجر المسيحي ذي الأخلاق الحميدة، لأن أنطونيو التاجر الصادق كان يكره تشايلوك المُرابي لأنه يستغل أصحاب الديون يقرضهم المال بفوائد كبيرة، احتاج أنطونيو لثلاثة آلاف من الجنيهات الذهبية ليساعد بها صديقاً له، لم يكن أنطونيو يملك المبلغ، كان ينتظر عودة سفنه المحملة بالبضائع ليسدد القرض، فلم يجد مَن يقرضه سوى المُرابي تشايلوك، حينئذٍ حان وقت انتقام تشايلوك من أنطونيو، فأعلن تشايلوك استعداده لمنح قرض لأنطونيو بشرط أن يقتطع تشايلوك رطلاً من لحم أنطونيو من أي مكان يختاره في جسده إذا تأخر في موعد السداد! لم يستطع أنطونيو تسديد المبلغ في الوقت المناسب بسبب تأخر السفن في البحر، ما أسعد تشايلوك، وظنَّ أنه سيتخلص من أنطونيو نهائياً، غير أن المحكمة أنصفت أنطونيو فنجا من توقيع العقوبة!
لم يكره تشايلوك أنطونيو فقط لأنه يقرض الناس بلا فوائد، بل كان يكرهه لأنه كان يبصق على عباءة تشايلوك الدينية اليهودية!
أخيراً، فإن الكاتب ألون قال: «للأسف اليوم في إسرائيل يحدث العكس، يبصق الحارديم اليهود على المسيحيين»!
للأسف أيضاً، فإن هذه العنصرية لم تُرصد في معظم الصحف، لأنها تصدر فقط من إسرائيل، (عروس) الديموقراطية في العالم المُضلَّل!