وكالات - توفيق أبو شومر - النجاح الإخباري - قال نتنياهو في إحدى جلسات الكنيست، عام 2008: «كانت الأمهات في مدينة روما إذا رغبن في إرغام أبنائهن على أكل الطعام، كنَّ يرعبنهم ويقلن لهم: جاءكم حنبعل، فيصاب الأبناء بالرعب ويأكلون الطعام المقدم لهم.. أنا حنبعل إسرائيل».
(من مقال الكاتب، سث فرنتزمان، جيروسالم بوست 3-3-2023).
فهو إذاً مغرمٌ بشخصية السفاح القرطاجي، حنبعل، أو هانيبال، صاحب التكتيكات الحربية الانتحارية، طبّق عقيدته العسكرية في أكبر مجزرة في رفح، عام 2014، قال أبراهام هاليفي رئيس «الموساد» الأسبق، من العام 1998-2002، وكان رئيس مجلس الأمن القومي، والصديق المقرب لنتنياهو، وهو واضع مخطط اغتيال خالد مشعل في الأردن عام 1997م، قال: «نتنياهو مغرم بسيرة الزعيم البريطاني، ونستون تشرشل، لذا فإنه يُعلّق صورته في مكتبه، نتنياهو يحفظ سيرة تشرشل ويقلدها تماماً، غير أنه نقيض تشرشل، مسكون بالهولوكوست، اعتاد أن يُخيف الإسرائيليين باستمرار من السلاح النووي الإيراني، أما التأثير الأكبر في شخصية نتنياهو، هو تأثُّره بوالده بنزيون، فقد كان والده تلميذاً للمنظِّر الصهيوني جابوتنسكي المتوفى عام 1940م!
سأظل أذكر كتاب، عقيدة نتنياهو، للكاتب، أنطوان شلحت، الكتاب الصادر عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار) عام 2015. كان مفروضاً أن يُعيد السياسيون قراءة الكتاب لأنه حدَّد بالضبط ملامح سياسة نتنياهو من خلال استقصائه للأحداث، ودراسته العميقة لكتاب نتنياهو، (مكان تحت الشمس) الصادر عام 2014.. حدد أنطوان شلحت هذه الملامح في النقاط التالية:
أولاً، يعمد نتنياهو إلى شراء الوقت، ليتمكن من تكريس عقيدته المتمثلة في منع أي حلّ تكون نتيجتُه إيقاف الاستيطان!
ثانياً، يعمل نتنياهو لإعادة تركيب النظام القانوني الإسرائيلي، وكذلك النظام الإعلامي والسياسي بما يخدم مشروعه اليميني المتطرف (إسرائيل هي الدولة اليهودية)!
ثالثاً، يعتقد نتنياهو بضرورة قلب معادلة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فقد كان الاعتقاد التقليدي السائد في إسرائيل أن المفاوضات مع الفلسطينيين ستجلب التطبيع مع العرب، غير أن نتنياهو قلب المعادلة ليصير «التطبيع هو الذي سيجلب الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات»!
رابعاً، عمل نتنياهو على إرغام الفلسطينيين أن يوافقوا على ترتيبات أمنية في غور الأردن لغرض فرض السيادة الإسرائيلية على الغور!
خامساً، اعتبر نتنياهو قضية الاستيطان إستراتيجية إسرائيلية لا يمكن التفاوض عليها، هذه الإستراتيجية ستقتل حل الدولتين!
ملاحظة، هذا التحليل هو المطبق عام 2023 في ظل حكومة نتنياهو السادسة، فالاستيطان عقيدة مركزية في ظل الحكومة الجديدة.
تذكروا أخيراً، أن نتنياهو بحكومته الجديدة يسعى لتحقيق مبادئ والده الثلاثة الرئيسة، وهي: «لا للعودة إلى حدود الرابع من حزيران 1967، ولا لتقسيم القدس، ولا لحلّ الدولتين!»!