وكالات - حمادة فراعنة - النجاح الإخباري - في مقالته المهمة يقول ماني ماوتنر المنشورة في هآرتس العبرية، تحت عنوان: «هل تريد إسرائيل السلام حقاً؟» :
«يعيش اليمين الإسرائيلي منذ عشرات السنين في إطار قرار تاريخي، يقوم على مواصلة الاحتفاظ بمناطق يهودا والسامرة، وهو خيار بالنسبة لهم، أفضل من التوصل إلى سلام يُلزم بإخلاء كل المناطق (في الضفة الفلسطينية)، وتقسيم القدس».
إذن لنحدد أولاً ما هي العناوين التي يرفض اليمين واليمين الإسرائيلي المتطرف التنازل عنها، ويصر على التمسك بها؟؟ هي: 1-القدس باعتبارها العاصمة الموحدة للمستعمرة الإسرائيلية، 2-الضفة الفلسطينية، فهي ليست فلسطينية، ليست أردنية، ليست عربية، ليست محتلة، بل هي يهودا والسامرة، التي تحررت عام 1967، باعتبارها جزءا من خارطة المستعمرة الإسرائيلية.
ثانياً ما هو حجم اليمين واليمين الإسرائيلي المتطرف؟؟ لندقق بأحزاب وكتل البرلمان الإسرائيلي الحالي نتاج انتخابات الكنيست 24 التي تمت يوم 23 أذار 2021، هم اليوم تسعة أحزاب من أصل 13 حزباً أعضاء البرلمان الحالي : اثنان منهم أحزاب وكتل عربية فلسطينية هما: 1-القائمة المشتركة ولها ستة مقاعد، 2-القائمة الموحدة ولها أربعة مقاعد، واثنان من الأحزاب الوسطية اليسارية هما: 1-حزب العمل برئاسة ميراف ميخائيلي وله 7 مقاعد، 2- حركة ميرتس برئاسة نيتسان هورفيتس ولها ستة مقاعد، اما الأحزاب اليمينية واليمينية المتطرفة التسعة فهي: منها خمسة احزاب شركاء في الأئتلاف الحكومي وهم: 1-يش عتيد يوجد مستقبل برئاسة يائير لبيد وله 17 مقعداً، 2-كاحول لفان أزرق أبيض برئاسة بيني غانتس وله 8 مقاعد، 3-يمينا برئاسة نفتالي بينيت، قبل استقالته، وله 7 مقاعد، 4-يسرائيل بيتنا برئاسة أفغيدور ليبرمان وله 7 مقاعد، 5-تكفا حداشا أمل جديد برئاسة غدعون ساعر وله 6 مقاعد، اما الأحزاب المعارضة الأربعة فهي: 1-الليكود برئاسة نتنياهو وله 30 مقعداً، 2-شاس برئاسة آريه درعي وله 9 مقاعد، 3-يهوديت هتوراة برئاسة موشيه غفني وله 7 مقاعد، 4-الصهيونية الدينية برئاسة بتسلئيل سموتريتش وله 6 مقاعد، مما يعني أن اليمين واليمين الإسرائيلي المتطرف هم الأغلبية البرلمانية نتاج صناديق الاقتراع، مما يؤكد أنهم أصحاب القرار في توجيه سياسة المستعمرة وادارتها نحو التسوية، أو نحو الحل، أو نحو التعامل مع الشعب الفلسطيني، ومواقفهم هي السائدة وقناعتهم هي المسيطرة.
على خلفية هذه المعرفة والمعلومات يجب وضع المواقف والسياسات والبرامج الفلسطينية والعربية والإسلامية والمسيحية إزاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بدون أوهام قائمة على رغبات غير مسنودة بحقائق، و على عوامل مضللة للذات.
يخلص ماني ماوتنر في مقالته إلى أنه «حان الوقت للاعتراف بحقيقة أن إسرائيل (المستعمرة)، تستخدم خطاب السلام، ولكنها من ناحية فعلية تساهم بالقليل جداً من أجل تحقيقه».
المستعمرة تقوم بكل الخطوات الإجرائية العملية الفعلية على الأرض من: 1-أسرلة وتهويد وصهينة وعبرنة مدينة القدس، 2-إقامة المستعمرات المستوطنات وتوسيعها على أرض الضفة الفلسطينية، وزيادة فعليتها وعدد مستوطنيها، 3- تمزيق الأرض الفلسطينية، ومنع تطويرها في مناطق الريف، وحشر الفلسطينيين في المدن وعزلهم عن بعضهم، مستفيدة من:
1-الانقسام الفلسطيني بين فتح وحماس، بين الضفة والقطاع، ومن حالة الاستئثار السائدة من قبل طرفي الانقسام الفلسطيني.
2-الحروب البينية العربية التي دمرت بلدان القرار سوريا والعراق واليمن وليبيا، وضعف البلدان العربية الأخرى التي تم استنزافها مالياً وسياسياً في الحروب البينية، وفي مواجهة بلدان إقليمية متصادمة معها: إيران وتركيا وأثيوبيا.
الحلقة المتصادمة الجدية فعلياً، نقيض المستعمرة، وفي مواجهتها هي الشعب الفلسطيني، وهو صاحب المصلحة في المساواة والاستقلال والعودة، وهو صانع خطوة البداية التراكمية المتصادمة مع المستعمرة وفي مواجهة سياساتها واجراءاتها والعمل على هزيمتها، فهل ينتبهون!! هل يفيقون؟؟ هل يتعظون؟؟ هل يتعلمون؟؟ هل يعرفون؟؟.