حمادة فراعنة - النجاح الإخباري - لأنهم لا يملكون شجاعة الإقرار ببسالة الشعب العربي الفلسطيني، في مواجهة قوات المستعمرة، سرقوا فيديو الطفلة الشقراء عهد التميمي من قرية النبي صالح، وهي تواجه جنود الاحتلال وتطالبهم بالرحيل عن بلادها، حولوه على أنها فتاة أوكرانية تواجه القوات الروسية، مع أن هذا الفيديو مُسجل منذ العام 2012، متوهمين أن الناس سينسون شجاعة الطفلة الفلسطينية ويمنحوه لطفلة أوكرانية مزورة.
ولأنهم لم يجدوا أفعالا مادية كافية، لإدانة اجتياح القوات الروسية لأوكرانيا، سرقوا فيديو إظهار آثار الدمار الذي خلفه انفجار ميناء بيروت اللبناني الذي وقع يوم 4 أب أغسطس 2020، وحولوه وكأن هذا الخراب الذي وقع في بيروت، كأنه نتاج القصف الروسي لمدينة خاركوف الأوكرانية، بهدف شيطنة القوات الروسية، وما فعلته في أوكرانيا، مما يدلل على أن الاهتمام الأميركي الأوروبي لاستنزاف روسيا والتحريض ضدها، مقصود لإبقاء نتائج هزيمة الحرب الباردة، وبقاء هيمنة القطب الواحد على مقدرات البشرية جمعاء، وعدم التوصل إلى التوازن المطلوب للوضع الدولي.
التدخل الأميركي الأوروبي في مواجهة الروس بدا واضحاً، في تقديم السلاح المتطور، ونقل المتطوعين، إلى أوكرانيا، والضخ الإعلامي وأدواته وتقنياته وتوظيفها في المواجهة، وجعل أوكرانيا مستنقع استنزاف لروسيا كما حصل لها في خطيئة أفغانستان، وهذه الأفلام المفبركة: 1-فيلم الطفلة الفلسطينية عهد التميمي، 2-فيلم إنفجار بيروت، سوى أفعال مكشوفة عارية، من بين عشرات الأفلام المشابهة التي لم تُكتشف بعد حول المعركة غير النظيفة المكرسة لشيطنة الأهداف والأفعال الروسية ضد أوكرانيا، باعتبارها فخاً منصوباً لروسيا منذ انفجار الوضع الأوكراني الداخلي عام 2014 إلى الآن، حين سعى الروس الأوكران نحو ممارسة حقهم في الأنفصال عن أوكرانيا، والتوصل إلى اتفاق مينسك يوم 5 أيلول سبتمبر 2014، ولم يُنفذ.
التوظيف الإعلامي وتزييف الأفلام، هدف للتغطية على فيلم صلب جندي روسي وهو حي وتعليقه على سارية، مثيلاً للفعل اللاإنساني الإجرامي الذي قارفته داعش مع شهيدنا الطيار معاذ الكساسبة يوم 3 كانون ثاني يناير 2015.
نحزن للشعب الأوكراني ونتعاطف معه، لأننا عشنا معاناة التشرد واللجوء والهجرة في فلسطين وسوريا والعراق وليبيا واليمن وقبلها في الصومال، ونفهم فقدان الأحبة والاغتراب عنهم، والحياة خارج الوطن في مخيمات التشرد والفقر واللجوء، وما ترحيبنا كأردنيين لمن يصل إلينا من سوريا والعراق وليبيا واليمن، ليس فقط لأنهم أشقاء يفترض علينا الواجب تقديم الترحاب لهم ومساعدتهم، رغم أننا بلد محدود الموارد، بل لأننا عشنا المأساة مع شعبنا الفلسطيني نتاج النكبة عام 1948، والنكسة عام 1967، وما لا نقبله لأنفسنا لا نقبله للأخرين سواء كانوا أشقاء، أو كانوا من أي شعب، فالإنسانية يجب أن تبقى عنواناً للسلوك والتعامل مع الآخر مهما اتفقنا معه أو اختلفنا، قريب منا أو بعيد عنا، هذا هو تراثنا، وهذه هي قيمنا مهما قست علينا الظروف، وفرضت علينا المعطيات، وسياسات الاستعمار الأوروبي القديم من بريطانيا وفرنسا وايطاليا واسبانيا، واليوم ما تفرضه علينا المستعمرة الإسرائيلية من تجويع وإفقار وقتل يومي وتمييز عنصري وحرمان من حق الحياة في فلسطين والجولان السوري وجنوب لبنان.