النجاح الإخباري - مرة أخرى نؤكد من خلال التجربة الطويلة التي عمرها أكثر من مائة وخمسة وعشرين عاماً، أي منذ انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول في عام 1897 على يد هرتزل وبدعم كامل من قوى وتمويل دول الصهيونية اليهودية، وكان الفاعل الأول في هذا المشروع القائم على الخرافة هي بريطانيا التي كانت تلقب ببريطانيا العظمى، وهي الآن مجرد عربة قديمة متآكلة تجرها خيول متعبة ليس إلا، ثم إن الصهيونية المسيحية غزت أميركا التي ورثت الصهيونية المسيحية ولا تزال.
إسرائيل بشقيها، الدولة التي تتعامل مع القانون الدولي بنكران تام، وتتعامل مع قرارت الشرعية الدولية بتجاهل تام، وإسرائيل العصابة "روحاً وعقلاً وممارسة" إسرائيل هذه دولة فاشلة، لا تبتعد قليلاً عن حتمية موتها، إلا وتعود إلى نفس إنذار الموت الحتمي، بيدها وليس بيد غيرها تموت إسرائيل، وما أكثر حتميات الموت التي تحيط بها، وهي كلها من صنع يديها الآثمتين، انظروا مثلاً، المتطرف الإسرائيلي المجنون بن غفير يعود ويفتح مكتبه في حي الشيخ جراح في القدس، القدس المحتلة كما يصفها القانون الدولي، وكما تصفها الإدارة الأميركية التي يرأسها الرئيس جو بايدن الذي يقول هو ووزير خارجيته بلينكن أن الحل الوحيد الممكن هو حل الدولتين، لكن بدلاً من ممارسة الضغط على إسرائيل، فإنهم يمدونها بوقت مستقطع، وقت إضافي لعلها تستفيد وتتفاعل مع هذا الوقت المستقطع، لكن هذا الوقت المستقطع يذهب هباء لأنه معطى لأضعف ائتلاف يحكم إسرائيل، ويقف على رأسه اثنان من عجزة إسرائيل المعجونين بماء قذر والغباء وهما يائير لبيد رئيس الائتلاف ونفتالي بينت رئيس الوزراء، لأنهما أساساً ظهرا في إسرائيل الفاشلة تحت مسمى التطرف، وتحت مسمى إنكار الحقوق الفلسطينية إنكاراً مطلقا، ويعبثان مرة بعد الأخرى بحقيقة القدس، والقدس كما يعلم الجميع هي صاعق الانفجار.
وبناء على تقييمي الشخصي لمجريات الأحداث، وقد لا يوافقني عليه كثيرون.
فإنني أرى إسرائيل قاب قوسين أو أدنى من حرب أهلية داخلها، فإسرائيل وصلت من داخلها ومعه طبيعتها الذاتية أنها لم تعد مهيأة إلا لانفجار الداخلي في حرب أهلية، فانظروا إليها بدقة، كل يهودي مهما كان أبله بإمكانه أن يصبح نجم النجوم وبطل الأبطال من خلال الذهاب إلى أخطر حالات التوهم والتطرف وخصوصا ضد القدس، لأنه بدون القدس تظل إسرائيل مجرد أكذوبة مخزية صنعتها الصهيونية المسيحية من أولها إلى آخرها، والذين يتبادلون الأدوار في إسرائيل الآن هم هؤلاء الذين لا أصل لهم من بنيامين نتنياهو إلى نفتالي بينت.
الوضع الداخلي الفلسطيني الذي نفخت فيه قوى كثيرة لكي يتفتت حتى التوقعات السلبية، ففي اجتماع الدورة الحادية والثلاثين للمجلس المركزي الفلسطيني، ورغم صراخ الجنون، فإن النتائج كانت طيبة، وفي المقدمة الدماء الجديدة التي ضخت في شرايين قضيتنا المقدسة العادلة، وفي ليلة وضحاها فقد سيطر المنطق الوطني، وانخفض صوت الناعقين، وسيطرت الثقة بأن الفلسطينيين هم من يمسكون بلجام قضيتهم وليس البائعون بأبخس الأثمان والخائفون من الأوهام ولا الناطقون بقاموس الآخرين فإلى الأمام يا فلسطين.