يحيى رباح - النجاح الإخباري - هذه تحية انتماء واعتزاز أوجهها للنقب، النقب الفلسطيني، الذي ظل فلسطينيا عريقا في فلسطينيته منذ أن عبره القائد عمرو بن العاص متوجها إلى مصر الكبيرة دائما، على رأس جيشه وفرسانه الشجعان، ليفتحوا مصر ويجعلوها رمزا من رموزنا العربية وقوة كبرى لأمتنا العربية حتى يرث الله الأرض وما عليها.
النقب الفلسطيني سجل منذ أيام قليلة لطمة قاسمة لإسرائيل في عهدها المليئ بالفضائح و الأكاذيب، سواء في زمن بنيامين نتنياهو الذي يبدو أنه سينجح في المقايضة التي يجريها معه ما النائب العام، حول إقراره الاعتراف بالذنب، مقابل شطب التهمة التي ظلت تلاحقه حتى إسقاطه، وهي الرشوة التي تلقاها في موضوع الغواصات.
الذين خلفوا نتنياهو في حكم دولة إسرائيل، ليسوا أفضل منه بل هم أكثر ابتذالا وعنصرية،
وآخر مشاهد هذا الابتذال هو ذهاب رئيس حكومة إسرائيل الحالي نفتالي بينيت إلى وسعة الأطرش في النقب، ليحرق الأرض ويحاول الاستيلاء عليها، فواجه المسكين بينيت ما يمكن وصفه بثورة نقبية، واشتعال جماهيري، واشتباك واسع النطاق لم يكن في مخيلة بينيت ولا في مخيلة حكومته أن يحدث، اعتمادا على أوهام مريضة، دائما يقع الإسرائيليون المحتلون ضحية لها، وهي توهم أن أهل النقب الفلسطينيين في أقصى جنوب فلسطين المحتلة بعيدون عن مركز الأحداث، وأن الوحدة الفلسطينية العميقة التي فاجأتهم من قبل الشعب الفلسطيني في النقب كانت أكبر من توقعات الإسرائيليين وخيالاتهم العدوانية المريضة التي تسقط في كل مرة يحدث فيها الاختبار.
الاشتباك العنيف في سعوة الأطرش كان مفاجئا، وعنيفا، وشجاعا، لماذا كان مفاجئا لأن الإسرائيليين يصدقون أكاذيبهم التي يصدقها الأميركيون، فقد صدقوا صفقة القرن التي طرحها ترامب، فأين هو ترامب الآن؟؟؟
وهذا الخيال الإسرائيلي المريض بالوهم لم يتوقعوا أن تمتد مداميك وحدة الشعب الفلسطيني من الجليل الأعلى، وعكا وحيفا واللد ويافا إلى النقب، لكن السيف الفلسطيني هو أصدق الكتب في حده الحد بين الجد واللعب، كما يقول الشاعر العربي!!!
السؤال الآن، متى تحضر الفصائل الفلسطينية في قلب هذه المشاهد الجديدة؟؟؟، ومتى تتوقف بعض الفصائل عن التنابز بالصغائر والأوهام؟؟؟
وهذا سؤال جاء في أوانه مع الدعوة الجزائرية الكبيرة والشجاعة، فإن ثورة المليون ونصف المليون شهيد في الجزائر دعتنا للحوار، الحوار العملي الجاد، وليس ترديد المهاترات التي جعلت من الانقسام الأسود كأنه وحش خرافي يفتح فمه لالتهام حقوقنا المقدسة.