حمادة فراعنة - النجاح الإخباري - اهتمام الأردن، نحو معالجة وضع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، ومطالبة المجتمع الدولي والدول المتمكنة، لتوفير القدرات وتغطية الاحتياجات المالية للأونروا، هو اهتمام مباشر بوضع المكون الثالث من مكونات الشعب العربي الفلسطيني إلى جانب المكونين: الأول أبناء مناطق 48 في الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة، والثاني أبناء الضفة والقدس والقطاع، موضع الاهتمام من أجل حماية المصالح الوطنية الحيوية للأردن، ودعم نضال الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه الوطنية على أرضه.
في المؤتمر الوزاري الدولي الثالث لدعم الأونروا، الذي انعقد في بروكسل بلجيكا، يوم الثلاثاء 16/11/2021، الذي نظمه ودعا إليه بجهد مشترك كل من الأردن والسويد بهدف حشد الدعم السياسي والمالي للأونروا واستجاب لذلك، وحضره ممثلون عن واحد وستين دولة ومؤسسة، بما فيها الولايات المتحدة التي استأنفت دعمها منذ نجاح الرئيس جو بايدن وقدمت هذا العام 318 مليون دولار، وألغت قرار الرئيس المهزوم رونالد ترامب الصادر يوم 1 أيلول 2018 المتضمن وقف كافة أموال الدعم للأونروا، ولكنه فشل في تحقيق هدفه، بعد أن عمل وحرّض على تجفيف موارد الأونروا بهدف إلغائها وشطب قضية اللاجئين وحقهم وفق القرار الأممي 194، بالعودة إلى المدن والقرى التي سبق وطردوا منها عام 1948.
غوتيرش الأمين العام للأمم المتحدة أكد على «التكليف الأممي الممنوح للأونروا، وضرورة تقديم التمويل الكافي والمستدام لعملها كي تتمكن من تقديم خدماتها الحيوية للاجئين الفلسطينيين».
آن ليندا وزيرة خارجية السويد وصفت أهمية انعقاد المؤتمر على أنه «يجدد التضامن مع اللاجئين الفلسطينيين، وتفويضها الدولي ودورها الأساسي الذي لا غنى عنه».
فيليب لازاريني مفوض الأونروا وصف المؤتمر على أنه بمثابة «رسالة للوكالة وللشعب الفلسطيني أننا لن نتخلى عنهم والمجتمع الدولي مستمر في تقديم الدعم لهم».
أيمن الصفدي قال: «إن دعم الأونروا حق للاجئين الفلسطينيين للعيش بكرامة، مشدداً على أن الأردن مستمر للعمل من أجل ذلك، ولن يتراجع عن دعم الاستمرار بعملها».
وأكد على أهمية «استمرار الوكالة في تقديم خدماتها إلى حين حل قضية اللاجئين وفق القانون الدولي».
مؤتمر بروكسل ليس المؤتمر الأول، الهادف إلى دعم الأونروا، بمبادرة أردنية سويدية، بل هو الثالث من نوعه، إذ تم عقد المؤتمر الأول يوم 15 آذار 2018، وهدف إلى حشد الدعم الدولي السياسي والمالي، وتخفيض العجز المالي الذي واجهته، مما أثمر عن سد العجز غير المسبوق بقيمة تعهدات بلغت 122 مليون دولار، وقد انعكس ذلك على إصدار قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في كانو اول 2019، والمتضمن تجديد مهام ولاية الأونروا لثلاث سنوات.
وفي 23 حزيران 2020 تم عقد المؤتمر الثاني تحت عنوان «أونروا قوية في عالم مليء بالتحديات، ومن أجل حشد العمل الجماعي».
وقد واصل الجهد الأردني السويدي في تحقيق نجاحات ملموسة على هذا الصعيد وهزيمة كافة المخططات والبرامج التي هدفت إلى شطب وكالة الأونروا وقضية اللاجئين.