نابلس - حمادة فراعنة - النجاح الإخباري - يصف مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، سياسة بلاده في التعامل مع إيران باعتبارها: «أولوية قصوى نحو إعادتها إلى المفاوضات»، رغم أنه يرى أن النافذة الأميركية المفتوحة مع إيران «لن تبقى طويلاً»، ومع ذلك فهو يعتقد «أن هناك فرصة للعمل معها».
إيران من ناحيتها لم تعد متلهفة للاتفاق النووي الموقع في تموز 2015، بعد أن انسحبت الولايات المتحدة في عهد ترامب من الاتفاق استجابة لمطلب المستعمرة في 8 أيار 2018، وها هي إدارة بايدن تعود إلى الاتفاق، مطالبة بفتح التفاوض على الاتفاق لعلها تكبل إيران أكثر استجابة لطلب المستعمرة الإسرائيلية، التي هي أساساً ضد الاتفاق، وموقفها يختلف مع إدارة بايدن ومع البلدان الستة الموقعة على الاتفاق.
إيران ترفض إعادة فتح التفاوض على الاتفاق وتشترط:
أولاً: الحفاظ والإبقاء على نفس الاتفاق ومضمونه كما تم التوصل إليه العام 2015، دون أي تعديلات.
ثانياً: تُطالب بفك العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها وإزالتها.
ثالثاً: تعتبر أن السنوات الفائتة هي جزء من سنوات الاتفاق الذي ينتهي العام 2025، ولا يجوز تمديده للفترة التي قاطعته الولايات المتحدة وسحبت توقيعها عليه.
المشاكل والمتاعب والتعقيدات والدمار الذي أصاب العراق وسورية واليمن وليبيا، وأضعفت العالم العربي، تقف وراءه ثلاثة أطراف هي: 1- التحريض الإسرائيلي، 2- الغطاء الأميركي 3- التمويل من قبل الأثرياء العرب.
المستعمرة هي التي لعبت الدور التحريضي ضد إيران، وتصعيد وتوسيع حجم القلق العربي المشروع من التمدد الإيراني، ولكن إيران ليست عدو العرب، مهما اختلفت الأولويات الوطنية، وتعارضت المصالح القومية العربية مع إيران، ولكنها تبقى جارة كما هي تركيا وأثيوبيا، حيث تتصادم الأولويات العربية مع هذه البلدان، ولكنها لن تكون ولن تبقى في خندق العداء القومي، حيث تستطيع البلدان العربية معالجة تدخلات إيران وامتداداتها في العالم العربي ووضع الحد لها في العراق وسورية ولبنان واليمن وبلدان الخليج العربي، فالادعاء أن الشيعة العرب مع إيران تنسفه نتائج الانتخابات العراقية يوم 10/10/2021، فقد تراجعت مكانة وقيمة ووزن أطراف الحشد الشعبي كأدوات إيرانية، وخاصة بالمحافظات الجنوبية والشرقية والوسطى، حيث الأغلبية الشيعية، وقد تم ذلك بعد انتفاضة تشرين الأول 2019، المعلنة ضد إيران وأدواتها وسياساتها في العراق.
لقد وجه العراقيون، والشيعة منهم، لطمة سياسية حصيلة صناديق الاقتراع وإفرازاتها، ورغم استجابة مفوضية الانتخابات للطعون وأجرت العد اليدوي للصناديق والمناطق والمحافظات المطعون بنتائجها، فقد خرجت النتيجة اليدوية متطابقة مع النتيجة الإلكترونية، ما دفع أدوات إيران المهزومة للتهديد والتفجير.
تجربة العراق ونتائج انتخاباتها هي البوصلة التي يجب الاسترشاد بها لمواجهة التدخل الإيراني.
إيران ليست عدوة، ويجب ألا تكون، ويجب ألا نرتعب من حصولها على السلاح النووي، فقد انتهى الاتحاد السوفييتي من داخله رغم قدراته النووية المتفوقة، وتمت هزيمة الولايات المتحدة في فيتنام، وفرنسا في الجزائر، وبريطانيا في اليمن، ولم تسعفها قدراتها النووية لتحقيق الانتصار على الشعوب الضعيفة بقدراتها، والقوية بإيمانها وتمسكها بحقوقها وكرامتها وحريتها.
المستعمرة الإسرائيلية تمتلك قدرات نووية معروفة، وترفض الانضمام لاتفاقات الحد من الأسلحة النووية، وهي العامل الرئيس للتحريض على إيران، لا حباً بالعرب، ولا بأي بلد عربي ولا مع أي نظام، ولكنها تستغل قلق بعض العرب المشروع وجعل إيران البعبع الذي نخشاه.