حمادة فراعنة - النجاح الإخباري - بمبادرة الرئيس بشار الأسد في الاتصال مع رأس الدولة جلالة الملك يوم الأحد 3/10/2021، يكون ذلك تتويجاً لكل المقدمات التي صنعت هذه المبادرة ودفعت العلاقات كي تصل إلى هذا المستوى الودي بين القيادتين.
يوم الأربعاء 8/9/2021 كان اللقاء المعلن الأردني السوري الأول في عمان بحضور وزراء الطاقة للبلدان الأربعة مع مصر ولبنان لإقرار عودة ضخ الغاز المصري إلى لبنان عبر الأردن وسوريا، والذي توقف بسبب أحداث التطرف التي داهمت سوريا، وتلاه الزيارة الأهم سياسياً وعسكرياً وأمنياً زيارة قائد الجيش السوري العماد علي أيوب وزير الدفاع، إلى عمان يوم 19/9/2021، وتلاها زيارة وفد سوري يوم 27/9/2021 لمناقشة ثنائية مع عمان بشأن ملفات الطاقة والمياه والمعابر.
وفي ضوء هذه التطورات ينصب الاهتمام والتقدير حتى يقع لقاء القمة بين البلدين، لتنتهي إلى الأبد كافة التباينات أو الخلافات أو الاجتهادات العالقة، لتبدأ مرحلة جديدة ليس فقط بين عمان ودمشق، بل ستكون بوابة نحو العودة التدريجية لتحسين مستوى التفاهم والاتفاق العربي العربي.
لقاء دمشق عمان والتفاهم بينهما سيفتح البوابة نحو مشاركة دمشق وحضورها القمة الثلاثية العراقية الأردنية المصرية، لتكون سوريا، كما تحتاج لهذه الرافعة، مثلما تحتاج العواصم العربية لأن يكون السوق مفتوحاً لتبادل الاحتياجات لمجمل عواصم وبلدان هذه المنطقة المتصلة جغرافياً، والمتفقة سياسياً، والمعتمدة على المصالح وليس الشعارات.
خطوة اللقاء والاتفاق الرباعي قد يضم لبنان المجروح، ليكون مع سوريا والأردن والعراق ومصر، وبذلك ستفتح الأبواب لعودة دمشق مرفوعة الرأس لموقعها في الجامعة العربية، كبلد أصيل مؤسس للجامعة، لتنتهي مرحلة السواد السرطاني الذي علق بالجسم العربي وبدده ومزقه، وجعل الوطن العربي عُرضة للتدخلات الأجنبية والأطماع الإقليمية، ويُعيد التوازن والندية في علاقات العالم العربي مع الأطراف الثلاثة المحيطة به وهي: تركيا وإيران وأثيوبيا.
لم تكن ثورة الربيع العربي بنتائجها السوداء التي نالت من العراق وسوريا وليبيا واليمن ودمرتهم، وأضعفت البلدان العربية الأخرى، ودمرت قدراتهم المالية، ومكانتهم الدولية، بريئة من الأيدي الملوثة، ومن مخططات معادية منظمة.
نتطلع كأردنيين وعرب ومسلمين ومسيحيين، أن تكون هذه الروافع التدريجية المستعادة لأن تشكل الرافعة الأساس لنضال الشعب العربي الفلسطيني وتطلعاته في استعادة حقوقه المشروعة نحو المساواة والاستقلال والعودة، فالتطبيع السمة الأبرز إنحداراً لمصلحة المستعمرة الإسرائيلية نتاج الحروب البينية العربية، والخلافات الحادة في داخل كل بلد عربي وبين البلدان نفسها مع بعضها البعض، وكان ذلك بفعل فاعل لصالح المستعمرة وتعزيزاً لبرنامجها التوسعي، ورفضها لأي خطوة تخدم استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه وعودته على أرض وطنه.
كأردنيين نتطلع بأمل وفرح لتطور العلاقات الأردنية السورية، ونراهن أنها ستكون الأرضية للبناء عليها نحو نمو أفضل للعالم العربي برمته.