حمادة فراعنة - النجاح الإخباري - توقف قادة المجتمع العربي الفلسطيني في مناطق 48، أبناء الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة، في ذكرى الأول من تشرين أول أكتوبر 2000، ذكرى هبة القدس والأقصى، كما أطلقت عليها «لجنة المتابعة العليا» رداً على اقتحام شارون يوم 28/9/2000 للمسجد الأقصى.
توقف قادة الفلسطينيين في مناطق 48، وتذكروا تضحيات هبتهم 13 شهيداً الذين ارتقوا في مواجهة رصاص وسياسات المستعمرة وإجراءاتها القمعية، وسجلوا هبتهم الثانية ودفعوا ثمنها، كما سبق وفعلوا في هبتهم الأولى «انتفاضة يوم الأرض» 30 آذار 1976، وواصلوا الفعل الكفاحي في هبتهم الثالثة الرمضانية يوم 10 أيار 2021 «هبة الكرامة» كما أطلقت عليها لجنة المتابعة ، وإرتقاء الشهيدين موسى شحادة في اللد، ومحمد كيوان في أم الفحم، رداً على إجراءات المستعمرة في باب العمود والشيخ جراح والأقصى، ورفضاً لمسيرات الإعلام الإسرائيلية بهدف الاحتفالات بـ»تحرير القدس» و»توحيدها» وفق التوقيت العبري لإحتلال القدس يوم 5 حزيران عام 1967.
معارك متقطعة، محطات مترابطة، تدريجية متواصلة، في مناطق 48، كجزء فاعل من شعبهم الفلسطيني من أجل:
1- البقاء داخل وطنهم نقيضاً للمشروع الصهيوني وأهدافه.
2- الحفاظ على هويتهم الفلسطينية العربية الإسلامية المسيحية، في مواجهة العبرنة والأسرلة والتغييب.
3- إنتزاع حقهم في المساواة كمواطنين كاملي الكرامة داخل بلدهم في مناطق 48.
4- التضامن والشراكة مع شعبهم الفلسطيني، في مناطق 67، من أجل كنس الاحتلال، ونيل الحرية والاستقلال وامتدادهم مع اللاجئين المشردين في مخيمات لبنان وسوريا والأردن خارج فلسطين، لانتزاع حقهم في العودة إلى وطنهم الذي هُجروا منه، واستعادة ممتلكاتهم وبيوتهم منه وفيه وعليه.
نضال الفلسطينيين متعدد الأشكال والأدوات، وهو سيرغم المستعمرة على التسليم بحقوق الفلسطينيين، مهما تعقدت الأوضاع واشتدت الضغوط، وطال الوقت، فالتحولات الجارية البسيطة التراكمية لمصلحة الشعب الفلسطيني تسير بالتدريج، بدءاً من قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أو توجهات بعض الجامعات الأميركية، وبروز دور للجالية الفلسطينية في واشنطن، إلى الحد أن يستقبل قيادتهم وزير الخارجية بلينكن كما حصل يوم 4 حزيران 2021، إلى قرارات حزب العمال البريطاني، إلى عشرات المظاهرات التضامنية الاحتجاجية في أغلب عواصم الدول الكبرى تأييداً للفلسطينيين يوم انتفاضة القدس 10 أيار 2021، ورفضاً لسلوك المستعمرة وسياساتها، مظاهر دالة على اقتراب الرأي العام العالمي نحو تفهم عدالة المطالب الفلسطينية وشرعية نضال شعبها، ونحو فهم التزييف الصهيوني وكشف حقيقة مشروعها، كمشروع استعماري تمت إقامته عنوة وإغتصاباً على أرض فلسطين.
داخل مجتمع المستعمرة ما زالت الأولوية والقوة لصالح التحالف الثلاثي: 1- اليمين مع 2- اليمين السياسي المتطرف مع 3- الأحزاب الدينية اليهودية المتشددة هم أصحاب القرار السياسي الأمني الاستيطاني العنصري، ولكن المتابع والمدقق يلحظ ظاهرتين: الأولى انتفاضة فلسطينيي المدن المختلطة الخمسة حيفا وعكا ويافا واللد والرملة، وفيها أغلبية إسرائيلية وأقلية فلسطينية، عبروا خلالها عن إنحيازهم لأول مرة منذ عام 1948 عن فلسطينيتهم وعروبتهم وإسلامهم ومسيحيتهم، فهذا تطور هام، يعكس فشل المشروع الصهيوني في الدمج والأسرلة والتغييب.
والظاهرة الثانية وإن شكلت حالة خلافية عميقة وهي مشاركة الحركة الإسلامية في الائتلاف مع أحزاب حكومة نفتالي بينيت- يائير لبيد اليمينية، فيكون قد حقق منصور عباس كسر قاعدة «يهودية الدولة»، وقبول الأحزاب السبعة للحركة الإسلامية على أنها شريك مهما بدا شكلياً وإجرائياً وضعيفاً، ولكنه قرار سيكون مقدمة لها تداعياتها على شكل ومستقبل المشروع الصهيوني.