نابلس - النجاح الإخباري - في راوية مغايرة للسردية التاريخية لقصة ليلى ذات الرداء الأحمر والذئب الشرير التي كانت تروى للأطفال في زمن طفولتنا حسبما كتبها الألماني شارل بيرو، بات يتداول في زمننا هذا ما يسمى بالسردية الحقيقية لقصة ليلى والذئب كما يرويها حفيد الذئب، الذي يزعم أن جده كان ذئباً لطيفاً يحب أكل اللحوم، لكنه لا يحب الافتراس، لهذا قرر أن يصبح نباتي يقتات من حشاش الأرض في الغابة حتى لا يؤذي الآخرين، ولكنه لم يترك ليعيش بسلام ضمن هذه الرؤيا حيث كان يسكن المدينة المجاورة فتاة شريرة تسمى ليلى، وكانت في ذهابها وايابها إلى منزل جدتها في الأرياف تمر من الغابة وتدوس على الحشائش فتدمرها وتقتلع الزهور وتلحق الضرر بسكون الطبيعة ومنظرها الخلاب، وحاول الذئب الجد مراراً وتكراراً أن يثنيها بالحسنى عما تقوم به دون جدوى.
وبعد يأسه من اقناعها قرر أن يتوجه إلى جدتها يتحدث معها بشأن ليلى، فلعله يكون بمقدورها اقناع ليلى بالكف عن إذائها لجمال الطبيعة الخلابة. المفاجئة كانت في أن جدة ليلى كانت أكثرة شراً من حفيدتها، فما أن رأت الذئب الجد حتى انهالت عليه ضرباً بلا رحمة بعصا كانت تتوكأ عليها، دون أن يتمكن من بدء الكلام معها، مما اضطر الذئب المسكين من الدفاع عن نفسه وسقطت جدة ليلى على الأرض مرتطماً رأسها بالسرير لتفارق الحياة إثر ذلك، ورفقاً بمشاعر ليلى تنكر الذئب بلباس الجدة ليعوضها عن ما فقدته من حنان الجدة، وباكتشاف ليلى لمحاولة الذئب هذه خرجت إلى العامة تشيع أن الذئب اللعين افترس جدتها، وتداولت قصتها الأجيال.
هذه هي حكاياتنا أيها السادة مع التشكيلة الجديدة لمجلس التعليم العالي الفلسطيني التي يُستثنى منها جامعة مؤسسة أصيلة في تشكيلة منذ نشأته في أواخر سبعينات القرن الماضي، وهي اليوم من كبريات جامعات الوطن عدةً وتعددا، وحصدت وما زالت تحصد الكثير من الاعترافات والانجازات الدولية والاقليمية، عدا عن دورها الوطني في الحد من هجرة العقول الفلسطينية النيرة بسبب ممارسات الاحتلال ومضايقاته، وتعزيز صمودهم على الأرض الفلسطينية ما أسماها "بجامعة الحصار والانتصار"، اضافةً إلى إسهامها في تخريج قيادات وطنية شابة يقوم على أكتافها اليوم المشروع الوطني الفلسطيني ممثلة بالسلطة الوطنية الفلسطينية على طريق الحرية والاستقلال.
يأتي هذا الاستثناء بحجج أوهن من خيوط العنكبوت، تارةً تنفيذأ لسياسة التدوير وأخرى لتكافئ الفرص وغير ذلك، متناسين أصحاب هذه الحجج منطق أهمية حكمة الماضي في تحقيق آمال المستقبل، فهل يعقل أن تتم رسم سياسات التعليم في الوطن بمعزل عن عضو أصيل مؤسس، هو حامي لإرث الماضي وقادر على تحقيق الآمال المستقبلية لأجيالنا الشابة بشهادات أممية آخرها، حيث حصلت النجاح على المركز الأول على مستوى الجامعات الفلسطينية والتاسع عربيا ضمن أفضل 500 جامعة على مستوى العالم وفق تصنيف التايمز العالمي للتأثير المجتمعي للجامعات.
أيها السادة إن وراء الأكمة ما وراءها، فلينبري العقلاء للتصويب، حرصاً على هذا الصرح العلمي الفلسطيني الشامخ، والنجم الساطع في سماء الوطن، ودوره الوطني الرائد تثبيت المواطن الفلسطيني على الأرض الفلسطينية، وتحقيق آمال شعبنا بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.