حمادة فراعنة - النجاح الإخباري - رهان ساذج من يتوقع التغيير من قبل «حكومة التغيير» لدى المستعمرة، لأن جوهر أهدافها السياسية، والقاسم المشترك الذي يجمع أحزابها اليمينية واليمينية السياسية المتطرفة استمرار استعمار فلسطين واحتلالها.
أداء حكومة نفتالي بينيت - يائير لبيد لن يختلف عن أداء حكومة نتنياهو، حتى ولو استطاعوا الإطاحة بالفاسد المرتشي، ولكنها كما وصفها أحد الشخصيات الفلسطينية في الداخل :» حكومة نتنياهو بدون نتنياهو» فالاصل والهدف والرغبة والاستيطان والعنصرية مفردات معبرة عن مضامين مشتركة لهم وعندهم بأدوات مختلفة.
صحيح أن تحالف الأحزاب الخمسة :1- يمينا نفتالي بينيت، 2-هناك مستقبل يائير لبيد، 3- أمل جديد جدعون ساعر، 4- إسرائيل بيتنا افغادور ليبرمان، 5- ازرق ابيض بيني غانتس، لديهم تحالف مع ثلاثة أحزاب معتدلة : 1- العمل ميراف ميخائيلي، 2- ميرتس نيتسان هوروفيتس، 3- القائمة الموحدة منصور عباس، ولكن الغلبة ستكون للتحالف الخماسي، لأن لا مصلحة للاحزاب الثلاثة إسقاط الحكومة، ولذلك لن يتمكن المعتدلون من بسط سياستهم أو كبح جماح ما يجمع الخمسة من تنفيذ ما هو مشترك بينهم والقائم على :
1- القدس الموحدة عاصمة للمستعمرة، وبرنامجهم المعلن يقوم على تطويرها وتوسيعها، وتحسين الخدمات لساكنيها، وفق الاتفاق الائتلافي الموقع بينهم.
2- الضفة الفلسطينية يهودا والسامرة، أي جزء من خارطة المستعمرة، ولذلك سيعملوا على توسيع الاستيطان والحفاظ عليه، ولديهم برنامج بديل عن برنامج حكومة نتنياهو الذي أعلن أنه سيضم: 1- المستوطنات، 2- الغور الفلسطيني، ولم يتمكن من ذلك.
برنامج هذه الحكومة ضم تدريجي وعملي لمنطقة «ج» أو «سي» ومساحتها تعادل 60 بالمائة من مساحة الضفة الفلسطينية، ومثلما منع الجيش والمخابرات نتنياهو من ضم المستوطنات والغور، سيمنع الجيش والمخابرات حكومة بينيت من ضم مناطق ج، لنفس الحجة التي قالوها إلى نتنياهو وهي : طالما ان الاستيطان مستمر والأمن مستتب، فلماذا الالاعيب الشعبوية المحرجة للسلطة وللعرب وللعالم؟؟.
واشنطن سارعت للترحيب والاتصال من قبل الرئيس جو بايدين مع رئيس حكومة المستعمرة نفتالي بينيت مهنئاً، والوزير أنطوني بلينكن مع وزير خارجية المستعمرة يائير لبيد، وتم الاتفاق على العمل لتحسين مستوى العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية، وكذلك مع عمان والقاهرة، والحفاظ على مستوى تطبيع العلاقات مع العالم العربي وتوسيعها، ومواجهة إيران، كما تلقى بينيت التهاني من بعض زعماء العالم العربي، لتوليه مهامه الوظيفية.
بينما لم يتلق رئيسها نفتالي بينيت أي إشارة ترحيب من قبل عمان والقاهرة، بتشكيل حكومته، رغم أن العاصمتين لم تكونا على حالة ود، أو علاقات طبيعية مع نتنياهو، بل كانتا متضررتين وممتعضتين من سلوك حكومته وخياراتها السياسية، وسعدتا بهزيمته ورحيله، وكما وصفه بيني غانتس أمام إجتماع حزبه أن « نتنياهو شخص غير مرغوب به في عمان».
حكومة بينيت، عملت على تسيير مسيرة الأعلام اليمينية المتطرفة، واستجابت لهدفها، والتعويض على فشلها في عهد حكومة نتنياهو يوم 10 أيار 2021، فتم تبديلها يوم 15 حزيران 2021، على أن لا تدخل القدس القديمة، ولا تصل إلى ساحة المسجد الأقصى، واقتصرت على الوصول إلى مدرجات باب العامود، كما سمحت لغلاة المستوطنين مواصلة اقتحامهم للمسجد الأقصى يومياً، امتدادا لقرار حكومة نتنياهو منذ 2/7/2018.
النضال الفلسطيني، هو القادر على كشف سلوك حكومة المستعمرة وتعريتها، سواء من داخل مناطق 48 أبناء الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة، أو من مناطق 67 أبناء القدس والضفة والقطاع، فهم الذين يدفعون ثمن بقاء الاحتلال، وهم الذين يعملوا على هزيمته واندحاره وانتزاع حريتهم منه واستقلالهم وكرامتهم.
عن الدستور الأردنية