نابلس - هاني حبيب - النجاح الإخباري - في توقيت بالغ الحساسية، بقدر ما هو مفاجئ بحدودٍ واضحة قام وزير الحرب الاسرائيلي غانتس بزيارة عاجلة وسريعة إلى واشنطن، يقال إن العاصمة الأميركية استدعته بعد أن وقّع مع يائير لابيد زعيم «يوجد مستقبل»، قائد المعارضة اتفاقاً للمشاركة في حكومة التغيير يظل بموجبه وزيراً للحرب، في حال اقرار هذه الحكومة من قبل الكنيست كما هو متوقّع.
وهنا لا بد من ملاحظة تتعلق بالبيان الصادر من البنتاغون، وزارة الدفاع الأميركية، حول دعوة غانتس إلى واشنطن يلتقي خلالها من نظيره الأميركي لويد اوستن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان ووزير الخارجية أنطون بلينكن لمناقشة الدعم الأميركي الثابت لأمن اسرائيل وتفوقها وتثبيت وقف اطلاق النار مع حماس ومناقشة ما يحيط بالاتفاق النووي مع ايران، واللافت في هذا السياق أنّ هذا البيان جاء اثر مكالمة هاتفية بين أوستن وغانتس بعد ساعات قليلة من التصريح المراوغ الذي أدلى به نتنياهو وتعهد بموجبه بالعمل على منع ايران من امتلاك أسلحة نووية، حتى لو كان ثمن ذلك التأثير على علاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة، وأنه في حال تعارض هذه العلاقات مع أمن اسرائيل فإنه سيختار الخيار الثاني أي الأمن القومي للبلاد حسب قوله.
بعد هذا البيان من قبل نتنياهو جاء الرد سريعاً من قبل غانتس من أنّ الولايات المتحدة ستظل الحليف الأهم الداعم لإسرائيل، وإذا كانت هناك خلافات مع هذا الحليف فسيتم حلها في الغرف المغلقة وليس من خلال خطابات تضر بالأمن الاسرائيلي.
من الواضح في ظل الوضع الحساس الذي يحيط بنتنياهو العودة من حرب شبه خاسرة تثار الكثير من الأسئلة حول أسبابها ونتائجها، ومحاولات محمومة للإطاحة به من قبل تحالف هجين بين من كانوا في حظيرته وفريقه من المعسكر اليميني بالشراكة مع ما يسمى بتيارات الوسط واليسار، تحالف بينت – لابيد في إطار حكومة التغيير، فإنّ نتنياهو حسب تقديرات أشارت إليها وسائل الاعلام الأميركية، قد يلجأ إلى الاحتكاك مع الولايات المتحدة واتخاذ خطوات توتيرية وتصعيدية مع إيران الأمر الذي من شأنه أن يحبط مساعي واشنطن في العودة إلى الاتفاق النووي، وما يمكن أن تفعله واشنطن لاحتواء هذا الاحتمال الوارد وفي خطوة استباقية تم استدعاء غانتس المفاجئ والسريع باعتباره وزيراً للحرب في حكومة نتنياهو الانتقالية ووزيراً للحرب في حكومة التغيير التي اقترب موعد تدشينها.
لكن ما أشارت إليه وزارة الحرب الاسرائيلية حول هذه الدعوة في بيانها لا يختلف كثيراً عن بيان وزارة الدفاع الأميركية إلاّ من حيث صياغة سياسية أكثر وضوحاً، وذلك عندما أشار إلى أن هدف هذه النقاشات يدور حول حوار استراتيجي يضمن الاستقرار في الشرق الأوسط ومناقشة خطة أعدها غانتس شخصياً لضمان سلام طويل الأجل في قطاع غزة، وعودة مواطنين إسرائيليين وجثامين تحتجزهم حركة حماس في القطاع.
إنّ موقف غانتس من خطة الضم وتحفظه عليها والأكثر ميلاً إلى عدم الصدام مع الولايات المتحدة والذي لا يخاطر بالتعارض مع حل الدولتين بشكلٍ واضح يدفع الولايات المتحدة إلى دعم موقفه داخل حكومة نتنياهو قصيرة الأجل وكذلك وبالنظر إلى قصر عمر حكومة بينت – لابيد يجعل غانتس مؤهلاً لدورٍ جديد قد يتكلل بوصوله إلى سدة الحكومة في مستقبل ليس بعيداً، وما إعلان غانتس عن معارضته الشديدة لمسيرة الأعلام الصهيونية إلاّ تأكيد على مثل هذا الدور الذي يعد من خلاله لوراثة حكومة بينيت – لابيد الهجينة.