باسم برهوم - النجاح الإخباري - اي عابر سبيل، سيلاحظ ببساطة ان المجتمع الفلسطيني يمضي الوقت الاطول في تبادل التهم والنقد بشأن الكورونا، اكثر مما يحاول او يفكر في كيفية الحد من انتشار الوباء، والقضاء عليه.
هذه الظاهرة تنطبق على الجميع، افرادا وجماعات، مسؤولين، ومواطنين، فكل طرف، وكل فرد يعتقد ان غيره هو المقصر، وهو المسؤول عن تفشي الوباء بهذا الشكل المرعب، ونتجاهل جميعنا فكره بسيطة وهي عندما تحل كارثة في مجتمع ما، فإن الحل ان يتكاتف ويتضامن الجميع في وجه الكارثة، ثم وبعد ان نهزم الوباء يمكن ان ننقض على بعضنا البعض في النقد ونقوم بتحميل المسؤوليات.
بالتأكيد هذه ليست دعوة للصمت عن اخطاء احد، سواء كان مسؤولا او غير ذلك، او الصمت عن المواطن الذي لا يلتزم بالتعليمات، وينشر الوباء من خلال استهتاره بالتعليمات، والاجراءات. إن ما أقصده دعوة لممارسة نوع من النقد الذاتي وإجراء تقييم على مختلف المستويات، لأننا جميعا نتحمل ما وصلنا اليه من وضع يتفشى فيه الوباء. ونبدو وكأن لا حول لنا ولا قوة. مع العلم ان مواجهة الانتشار هو امر بأيدينا، ويمكن ان نوقفه بالتضامن، ويتحمل كل منا القسط المطلوب منه من المسؤولية.
نحن نواجه مشكلة في تامين اللقاح، ولسنا وحدنا في هذا الامر، غالبية الدول متأخره في هذا المجال حتى أرقى الدول الاوروبية وأكثرها تقدما، ونحن بالاساس دولة تحت الاحتلال. علينا ايضا ان نوقف نغمة المقارنة العقيمة مع اسرائيل، فهذه الدولة لها حالة خاصة فهي محظية بكل الاهتمام. ومع ذلك من حقنا ان نراقب ونعرف كيف تتصرف الحكومة بالنزر اليسير من اللقاحات وتوضيح اولوياتها بكل شفافية، ملخص القول نحن بحاحة ماسة ان ندعم بعضنا بعضا، ان نخفف من عادة الاتهام والشتم، ونكثر من العمل المفيد لأنفسنا ولمجتمعنا، نحن شعب يعاني اكثر بكثير بالمقارنة مع اي شعب اخر، نحن تحت الاختلال نفتقر لاهم شيء هو الحرية وكما نحن موحدون في وجه الاحتلال، لنتوحد في وجه وباء الكورونا، ونهزم الاثنين معا، الاحتلال والوباء، ولا ننسى اننا شعب الجبارين وبالفعل نحن كذلك.
عن الحياة الجديدة