دعاء العبادي - النجاح الإخباري - لقد أصبحت هناك مناطق محتشدة بخلايا سرطانية إيرانية صامتة تستطيع أن تنشر طهران فيها ما شاءت من أمراض وتعيث فيها الفساد والمساومة عليها من خلال وكلائها من التنظيمات المسلحة داخل تلك المناطق.

من الواضح جليّاً أنَّ طهران بدأت تمتحن صلابة الرئيس بايدن ومعرفة إن كان سيقف وقفة سلفه الرئيس دونالد ترامب في وجه النظام الإيراني.

فبعد أسبوعين فقط من دخوله البيت الأبيض بدأت ايران هجماتها على السفارة الأميركية في بغداد والسعودية مكررة بذلك استفزازاتها لامريكا ودول المنطقة محاولة معرفة حدود الصبر وردات الفعل.

فالنظام في طهران لم ولن يستقبل بايدن بالحفاوة ناثراً الورود بطريقه بعودة الديمقراطيين، إلى سدة الحكم بل باشر بإحراجهم محاولاً ايصال رسائل للأمريكيين كافة مفادها ان بايدن ليس قادراً، أو راغباً في المواجهة، وبالتالي يضع الآن قواعد جديدة للمرحلة المقبلة.

بيان وزارة الخارجية الأميركية الذي ندَّد باستهداف الرياض، بصاروخ أو ربما طائرة مسّيرة، وتم تفجيره مبكراً، كان ردة فعل سريعة ضد إيران، تلاها تحريك القوات الأميركية في المنطقة لتعزيز الحضور العسكري الأميركي آخرها قبل يومين بإطلاق قاذفة من طراز «بي-52» لتحلق في أجواء الشرق الأوسط.

أما الجانب الإيراني فأكد من خلال رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية الجنرال محمد باقري ان مقتل الجنرال سليماني لا يسقط بالتقادم وتوعد الجناة بالانتقام القاسي وقال ان إيران ستواصل وبشكل مضاعف مهمة إخراج القوات الأميركية من المنطقة في تهديد صريح ومكرر.

وقرار تأجيل تطبيق العقوبات على الحوثي شهراً قد يفهم بأن الإدارة الجديدة تريد إعطاء الحوثيين فرصة أخيرة للحل السياسي وبأنها ما زالت تهادن إيران.

فلا يمكن لوم بايدن على تجربة الشهر فالرئيس ترامب نفسه لم يقرر معاقبة الحوثيين إلا وهو على عتبة انهاء ولايته الرئاسية.

لكن الموضوع الذي سيبقى أكثر إحراجاً هو ماذا ستفعل إدارة بايدن في وجه عدوانية نظام إيران؟! فإن قامت أمريكا برفع العقوبات الاقتصادية سيعتبر تنازلاً منها وهو الذ ي يهم المرشد خامنئي والإيرانيين كافة فهم لا يريدون مراجعة الاتفاق، ولا تعديله.

وإنْ حدث وتراجعت واشنطن عن عقوباتها ضد إيران فلن يبقى حينها في يد بايدن ما يساوم عليه لتعديل الاتفاق، كما وعد! فكيف سيطبق تصوره الجديد دون استخدام القوة أو العقوبات الاقتصادية؟!

 

نقلا عن "الدستور" الأردنية