حمادة فراعنة - النجاح الإخباري - محق النائب منصور عباس من القائمة البرلمانية المشتركة، عن الحركة الاسلامية في مناطق 48 من فلسطين، محق حينما يتحدث عن ضرورة وضع القضايا المعيشية إلى جانب القضايا السياسية الوطنية والقومية المتعلقة بالقضية الفلسطينية على طاولة الاهتمام، محق حينما يتحدث ويهتم بالوضع المعيشي وانتزاع مطالب حياتية تستجيب مع احتياجات ويوميات أبناء الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة، سواء فيما يتعلق بالاسكان، أو العنف الاجتماعي، أو العمل والوظائف، أو توسيع مساحة المدن والقرى وعدم التضييق عليها، أو الموازنات الضرورية لها، أو أي قضايا تندرج تحت عنوان التمييز العنصري، أو اعتبار مساحة المستعمرة برمتها وكأنها لليهود الإسرائيليين، وعدم اعتبار للمواطنين الفلسطينيين العرب ولهم كامل حقوق المواطنة أسوة باليهود الإسرائيليين، واندفاعهم بقوة وبخطوات تدريجية نحو تحقيق المساواة.
محق حينما يهتم بهذه العناوين، ولكنه يتوهم إذا اعتقد انه يستطيع فعل ذلك، وتحقيق هذه المطالب وحده، أو إعتماداً على نواب حزبه فقط، أو عبر الانحناء أمام مؤسسات المستعمرة، ومع نتنياهو، أو القفز عن القضايا الوطنية والقومية المتعلقة بشعبه، فالقضايا مترابطة مع بعضها البعض السياسية مع المعيشة، ولو كان محقاً في تطلعاته، ومخلصاً في توجهاته، واقعياً في أداء برنامجه، وهو كذلك، حيث لا أحد يشكك في نواياه او في أدائه أو في دوافعه، ولكنه ينسى أن الذين سبقوه ممن التحقوا بالاحزاب الصهيونية ومنهم أكثر من واحد، وصل إلى أن يكون وزيراً، او نائباً لوزير، لم يُفلح في تحقيق أهداف وطنية تقفز عن مطالب شخصية محدودة لهؤلاء الوزراء ونواب الوزراء.
يستطع النائب منصور عباس أن يقول وأن يفعل وأن يعرض برنامجه، ولكن في إطار القائمة البرلمانية المشتركة، حتى لا تؤدي مبادرته الفردية إلى خروجه وحزبه خارج البرلمان، كما حصل حينما تراجعت القائمة المشتركة بانتخابات 9/4/2019، من 13 مقعداً إلى عشرة مقاعد.
الجميع قلق على نتائج الانتخابات للبرلمان الإسرائيلي يوم 23/3/2021، من تراجع القائمة المشتركة من 15 مقعداً كما لهم اليوم إلى 10 مقاعد حسب الاستفتاءات الجارية.
حزب التجمع الوطني الديمقراطي قدم مبادرة عملية واقعية من سبعة نقاط لعلها تشكل أرضية تفاهم، وقاعدة سياسية يمكن البناء عليها لتجنب ما هو أسوأ، وبدلاً من التقدم إلى الأمام من 15مقعداً إلى أكثر من ذلك، وبدلاً من جذب أكثر من 64 بالمئة من المصوتين الفلسطينيين الذين تمكنوا من الوصول إلى صناديق الاقتراع، يتراجع التصويت إلى ما دون ذلك.
الوقت ضيق ويحتاج إلى سرعة التجاوب، والتصرف بمسؤولية لتقليل الخسائر، لأن الخسارة وقعت بسبب عدم التفاهم والاختلاف، ولكن لعل ما تبقى من وقت يقلل من الخسائر، ربما!!.
نقلا عن الدستور الأردنية