بسام سعيد - النجاح الإخباري - مع إصدار الرئيس المراسيم و تحديد مواعيد إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطنى يمكن القول أن الحراك الانتخابى قد بدأ وان ورشة الانتخابات قد دارت وأصبح الفعل الانتخابى حديث الساعة ومادة دسمة للحديث فى وسائل التواصل الاجتماعي، الكل يتحدث عن الانتخابات هناك من هاجم التأخر وهناك من شكك فى أمكانية عقدها أو حتى نجاحها انطلاقا مما جربناه فى السنوات العجاف السابقة من خيبات أمل متعددة انتهت إلى ردح وفراق إلى حين جوله أخرى من إدارة الذات الجمعيه !
وهناك أيضا من قال ان الاحتلال سيضع الفيتو على اجراءها وخاصة فى مدينة القدس والمناطق المصنفة C ،وهناك أيضا من تسائل هل ستنهى الانقسام وسنواته المريرة وتنجز المصالحة وتتقبل الأطراف بنتائج الانتخابات أم أنها ستعيدنا إلى المربع الأول؟ وهل ستتاح للجميع حرية الرأي والتعبير، وحق التجمع ، وحرية الحركة ؟ أسئلة كثيرة حائرة فى العقول والاذهان ووجع فى القلوب تعكس المزاج الشعبى العام ، بعد هذا التجمد والجليد السياسى الفلسطينى الداخلى الذى ارتبط بالظروف الذاتية و الموضوعية المحيطة ؟ كلنا يدرك أن الانقسام انهك قضيتنا الفلسطينية واعادها للوراء ، وعانى شعبنا الفلسطيني من سنوات الانقسام المريرة ويلات ومآسى وتشظى مجتمعى انعكس بالسلب على قضيتنا وعلى صورة الفلسطينى الثائر المناضل ، وكذلك تزعزت ثقة الجماهير بفصائلها وقياداتها السياسية ، فالانقسام هو بالأساس مشروع اسرائيلى حقق الاحتلال من خلاله ما يريد !
ومن هنا يمكن القول أن صدور المرسوم الرئاسى والتعديلات على القانون يفتحان صفحة جديدة لتغيير مشهد الانقسام وتجديد الشرعيات المتآكله ، ورفع الحرج والعتب . ورغم صدور المرسوم يبقى الجدل قائم هل نحن جاهزون للانتخابات بلغة العقل والمنطق لا بلغة العاطفة والشعبوية ، فالكثير من القضايا لم ينته التوافق عليها ، وفى نفس السياق وحتى نستعيد ثقة المواطن فأن النكوص والتراجع عن هذا الاستحقاق سيكلفنا كثيرا هذه المرة على الصعيد الداخلى والخارجى ، ويعتبر نوعا من الانتحار السياسى وخاصة ان المجتمع الدولي يشجع ويبارك هذا الاستحقاق الوطني الديموقراطي وفى ظل إدارة أمريكية قادمه ، فالانتخابات مصلحة لفتح وكذلك مصلحة لحماس ومصلحة للكل الفلسطينى ، وحائط صد لكل ما يخطط لنا من مؤامرات ، وفرصة لتجديد الشرعيات ، وإعادة السلطة الرسمية لقطاع غزة، وفرصة لحل مشاكل قطاع غزة ؛ والذى اكتوى سكانه بنار الانقسام والاقتتال والحروب والإجراءات الظالمه التى طالت حقوق الموظفين والعسكر و التى آن الأوان أن تحل وان لا ترحل إلى مابعد الانتخابات . وستكون نافذة لاعادة الأمل للموظفين وخاصة المتقاعدين ماليا ومن تم الاستغناء عنهم قسريا ، ونافذه تعيد للشباب الامل بدلا من البحث عن مصير آخر فى الغربة والمنافى !
ان عودة الروح والحق والعدل والتسامى على الخلافات والتطبيع مع بعضنا البعض هى مطلب جماهيرى فاى حالة توافق أفضل من حالة الخلاف القائمة و التى خسرنا فيها أنفسنا، وثقتنا بتنظيماتنا ، وكدنا ان نخسر فيها قضيتنا المركزية العادلة وتضحيات شعبنا واسرانا الابطال .
وختاما أقول مطلوب الحوار والتوافق والاتفاق على القضايا الجوهرية محط الخلاف ، وعدم فرض الأيديولوجيا على الاخر ، والتحلى بالواقعية السياسية والبعد عن الخطاب التنظيرى الشعبوى الممل ، والاستماع إلى التغذية الراجعة ومزاج الجماهير فهى البوصله التى تؤدى إلى النجاح .