نابلس - هاني العقاد - النجاح الإخباري - منذ ان جاء ترمب الي البيت الابيض في العام 2017 سعى لتجنيد كل القدرات الامريكية السياسية والدفاعية والعسكرية لصالح اسرائيل وبرامجها وسياستها في المنطقة بالدرجة الاولي وتصفية الصراع لصالح كيان يهودي يميني متطرف لا يؤمن بوجود شعب اخر غير الشعب اليهودي بالمنطقة . في العام الاول لادارته اعلن ترمب ان القدس عاصمة لدولة الكيان وبدأ يتعدي علي القانون الدولي باشكال متعددة ويشرعن لاسرائيل ما هو محرم عليها وصنع لها صفقة اقتصادية سياسية كبيرة سماها "صفقة القرن" علي اعتبار انها مبادرة سلام فريدة المحتوي ترتكز لاسس امريكية بحتة لحل الصراع في المنطقة هذه الاسس تبني علي اساس السلام مع العرب اولا وعقد اتفاقيات سلام مزعوم مع اكبر عدد ممكن من الدول العربية التي لا تعترف باسرائيل كدول جوار بالمنطقة والخوض في مسلسل طويل من الاتفاقيات معها دون ان تعترف ادارة ترمب او الحكومة الاسرائيلية بأن هذه الاتفاقيات لن تغير في طبيعة الصرع من شيء ولن توفر الامن والاستقرار للشعبين الفلسطيني والاسرائيلي , واي امن واستقرار وتطور هو وهمي مغطي بقشور تلك الاتفاقيات التطبيعية وقد يوفر بعض التطور لشعوب تلك الدول التي هي بالاصل متطورة وتعيش بحرية واستقلال ولا ينقصها شيء.
مؤخرا اعلن ترمب في تغريدة له علي تويتر ان المغرب واسرائيل توصلتا الي اتفاق سلام بينهما يتم بموجبه بدء مسيرة تطبيع مغربي اسرائيلي مقابل ان تعترف ادارة ترمب المنتهية ولايتها بسيادة المغرب علي الصحراء الغربية ولعل وسائل الاعلام العبرية ضخمت الحدث واعتبرته اختراق جديد في جبهة الصد العربي وحصار جديد لتلك الدول التي مازالت تمتنع عن اقامة علاقات مع اسرائيل وتطبع معها وتنكر وجودها لانها دولة احتلال مازالت تصر علي احتلال الارض الفلسطينية وممارسة كل موبقاتها بالقوة العسكرية , في ذات الوقت بدأت كل وسائل الاعلام نقل التصريحات المختلفة للسياسين الاسرائيلين بان هناك دول تنتظر دورها في الاعلان خلال الفترة المتبقية لترمب في البيت الابيض عن التوصل لاتفاقات تطبيع مع اسرائيل ومنها عمان والسعودية الامر الذي لم تؤكده او تنفيه هذه الدول. وعود مهمة من قبل نتنياهو لشعبة بالسلام الفارغ والمزيف الذي لا يعني سوي زيادة المؤشرات لدي الجمهور الاسرائيلي بان سياسة نتنياهو في الحكم سياسة ناجحة جلبت الكثير من الاتفاقيات وفتح ابواب القصور العربية المغلقة امام الاسرئيلين وبدأت الوفود الاسرئيلية بالسفر الي تلك البلدان تعيش اجواء السلام والتفاهم الهش مع الشعب الاماراتي والبحريني بالدرجة الاولي .
بالرغم من كل هذا الا ان اكثر من ثلثي المجتمع الاسرائيلي وكثير من الساسة يعرفوا ان هذا السلام الذي تهرول اسرائيل للتوصل اليه بمساعدة ادارة ترمب في الوقت الضائع ليس سلاما حقيقيا وقد ينتهي في اي وقت تلجأ فيه اسرائيل من جديد لشن حرب هنا او هناك لان تلك الحكومات التي توصلت مع اسرائيل بهذه الاتفاقات لا تستطيع المضي قدما وعلنا في تلك الاتفاقيات في وقت الحرب . لذا فاننا نعتبر ان كل اتفاقات التطبيع ما هي الا سلام هش و وهمي لانه سلام علي الجبهات الخطا ,الجبهات البادرة اصلا والتي هي في سلام غير معلن مع اسرائيل وهي جبهات مستقرة ولا تشكل اي خطر علي وجود اسرائيل لذلك يعتبر كثير من الاسرائيلين نتنياهو سياسي فاشل وحاكم فاسد مرتشي , كاذب يجب ان يقدم للمحاكمة بتهم الفساد التي ستبقي تلاحقة الي ان يودع بالسجن .لا اعتقد ان نتنياهو يجهل اهمية صناعة السلام مع الفلسطينيين وانهاء الصراع ولا يجهل اهمية تبريد الجبهات الشمالة وعدم الدخل في شؤون سوريا .لكنه يعرف ان لولا التوتر علي هذه الجبهات لما وافق العرب علي عقد اتفاقات تطبيع مع اسرائيل قبل ان ينهي احتلال الضفة الغربية وغزة والقدس ويقبل بحل الدولتين علي اساس الشرعية الدولية. لذلك سوف يستمر نتنياهو في انكار حق الفلسطينيين في الوجود علي ارض فلسطين ولن يقبل بهم سوي اقليات عربية تعيش ضمن اطار حكم ذاتي يقدم خدمات امنية لاسرائيل . هذا ما يجعلنا متؤكدين ان نتنياهو يدرك انه يصنع السلام علي الجبهات الهادئة ويترك تلك الجبهات الشمالية والوسط والجنوبية في غزة ساخنة ويتفادي تبريدها او احداث ردع متوازن علي الاقل يمنع تدهور المشهد في اي لحظة الي صدام عسكري تضطر في اسرئيل الي الدخول في حرب تدفع فيها اسرائيل والمنطقة اثمان كبيرة .
لعل ادراك نتنياهو هذا يعني انه لا يرغب بالسلام علي تلك الجبهات وليس من استراتيجيات اسرائيل المركزية لان هذا سوف يخلق اتجاه غربي امريكي اوروبي الي مساواة اسرائيل مع دول المنطقة وينزع الحجج الامنية ويفرغ تزرع اسرئيل بالتهديدات المختلفة وبالتالي سيخلق اتجاه وتوجة لمنع امتلاكها للسلاح النوعي وتبقي اسرائيل قوة مسلحة متفوقة بالمنطقة . مع هذا لا اعتقد ان يقبل اليمين الاسرائيلي في صنع سلام تاريخي مع الفلسطينيين يؤدي لسلام دائم في المنطقة تضطر فيه اسرائيل لدفع اثمان السلام الحقيقي والذي يتمثل في قبول الشعب الفلسطيني والتوقف علي احتلال ارضة والاعتراف بدولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس , هذا من جانب ومن جانب اخر فان السلام علي هذه الجبهات يعني ان اسرائيل لم تعد دولة حرب بالمنطقة وهذا يتنافي مع الهدف الحقير الذي رسمه الاستعمار لوجود اسرائيل هنا في فلسطين لتتطور الي دولة عظمي تمتلك كل شيء وتحمي مصالح الامبريالين .