حمادة فراعنة - النجاح الإخباري - لا أحد يتوهم أن تغيير إدارة ترامب الجمهورية بإدارة بايدن الديمقراطية سينعكس إيجاباً على القضية الفلسطينية وضد المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي.
رحيل ترامب سيجمد بعض السياسات الأميركية المعادية للشعب الفلسطيني، ولكنها لن تحقق مكاسب عملية ملموسة لصالحه: بوقف الاستيطان، ومنع مداهمة المسجد الأقصى، ووقف سياسة القتل المتعمد من قبل جيش الاحتلال ضد الفعاليات الفلسطينية، أو للضغط على حكومة المستعمرة نحو الالتزام بقضايا حقوق الإنسان.
لقد تعامل الفلسطينيون مع إدارات ديمقراطية، مع أوباما، وقبله كلينتون، مارسوا أدواراً في رعاية المفاوضات بين الطرفين ولكن بلا نتائج تتفق وحقوق الشعب الفلسطيني، وقرارات الأمم المتحدة.
في عهد أوباما شغل بايدن موقع نائب الرئيس لفترتي ولايتي أوباما، بذل خلالها السيناتور جورج ميتشيل جهوداً مباشرة بين طرفي الصراع وفشل، ومن بعده قدم وزير الخارجية جون كيري جهوداً مماثلة وأكثر وفشل، ومع ذلك قدمت إدارة أوباما طائرات إف 35 للمستعمرة، ورفعت قيمة الدعم المالي لها من 2.8 مليار دولار سنوياً إلى 3.8 مليار دولار لعشر سنوات مقبلة تنتهي عام 2028.
دققوا ما كتبه الصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي في صحيفة هآرتس العبرية، كتب مقالاً حمل عنوان «فاز بايدن أو ترامب.. الاحتلال الإسرائيلي باق ويتوسع» كتب حرفياً ما نصه:
«لا يهم الاحتلال من سيُنتخب في نهاية الأمر رئيساً للولايات المتحدة، دونالد ترامب أو جون بايدن، فكلاهما الشيء نفسه، فاز الاحتلال ثانية فوزاً كبيراً، حتى قبل أن تُغلق صناديق الاقتراع.
هذا وضع غير معقول بين رجلين متناقضين مثل ترامب وبايدن، حيث يسود اتفاق بينهما فوق كل اختلاف في الآراء وهو: استمرار التأييد الأميركي للاحتلال الإسرائيلي.
يبدو انه لا يوجد موضوع آخر يتفق عليه الاثنان بهذا القدر، لهذا ليس مهماً من منهما الرئيس.
صحيح أن ترامب صديق المستوطنين، ويعترف باحتلال الجولان ولكن بايدن لن يفعل شيئاً يؤدي إلى إخلائهم، أو على الأقل إلى تجميد مشروعهم.
يعرف بايدن أمراً أو اثنين عن الحقوق، وعن الضعفاء المضطهدين أو المقموعين، العبودية يتردد صداها لديه، وربما أيضاً معاناة الشعب الفلسطيني تمس قلبه بتأثير رئيسه باراك أوباما، الذي قارنها بالعبودية السوداء.
لدى بايدن سيختفي الفريدمانيون (نسبة إلى السفير فريدمان) والكوشناريون (نسبة إلى المستشار كوشنير) وسيأتي بدلاً منهم فريدمانيون أكثر اعتدالاً وجدية، ومع ذلك فإن بايدن لن يفعل شيئاً من أجل إنقاذ الفلسطينيين وتحقيق العدالة لهم، ولن يُطبق القانون الدولي، ولن يُدخل يده إلى النار، باستثناء دفع ضريبة كلامية جوفاء، هكذا فعل أيضاً من قبله الرئيس الأكبر منه أوباما.
سيقود بايدن مجموعة مختلفة من المحيطين به أقل ازدراء للفلسطينيين، وأكثر اعترافاً بوجودهم، وعندما سيطلق خطته للسلام، لن يتم تطبيقها.
رؤساء ورياح ولكن لن يهطل المطر، سيواصل الفلسطينيون نزف دمائهم على جانب الطريق، الجزمة الإسرائيلية تجثم على رقابهم وتخنقهم، والأصفاد الحديدية تُقيد أيديهم.
ليس هناك موضوع واحد، يوجد عليه اتفاق دولي واسع ، بين جميع الكتل الدولية، وبين جميع القارات مثل معارضة الاحتلال وعدم الاعتراف به وبإجراءاته على الأرض الفلسطينية، وليس هناك فرق بين رئيس وآخر في الولايات المتحدة، حتى الآن لم يأت رئيس فكّر أن يضع حداً للاحتلال، ربما حتى اليوم لم يولد بعد مثل هذا الرئيس.
هذا ما قاله وما كتبه، الصحفي الإسرائيلي، أقول وأكرر الصحفي الإسرائيلي، وليس الصحفي العربي أو الفلسطيني، جدعون ليفي، المعارض للصهيونية والرافض للاحتلال، فهل نفهم؟ هل ندرك؟
هل نعي ما هو الطريق الموصل للحرية والاستقلال للشعب الفلسطيني؟؟
نقلا عن صحيفة القدس