د.هاني العقاد - النجاح الإخباري - لم تكن سياسة الرئيس الامريكي ترمب المنتهية ولايته سياسة توحي بانه قد يمكث في الحكم فترة اخري ,جند كل قدرات البيت الابيض لاجل ارضاء اسرائيل وقدم الهدايا الثمينة لنتنياهو راس اليمين الاسرائيلي , اعطي نتنياهو بلا مقابل وخدم اسرائيل اكثر من الاسرائيلين انفسهم , لم يكترث كثيرا لعدالة تعامل دولته مع الصراع في المنطقة , اختار فريق السلام في الشرق الاوسط من اقرب المقربين الي عرشة افراد عائلتة , صهره كوشنرودفع بخبراء في تصفية الصراعات ليعملوا معه بالاضافة الي طاقم سري من الخبراء السياسين مختصين في تنفيذ خطط تصفية الصراع الفلسطينيى الاسرائيلي ,خطة صفقة القرن والتي اعتبرها اسقططت ترمب وشكل سعيه لتطبيقها من طرف واحد ضربة قاضية له وكشف اوراقه السياسية . لم يهتم ترمب بمستوي العدالة في التدخل في قضية الشرق الاوسط ولا حتي علاقاته بالعالم العربي التي اعتبرها علاقات لاجل نهب ثروات العرب تحت حجه حماية اراضيهم وعروشهم من السقوط , وظف القدرات العسكرية والاستخبارية للبنتاغون لاجل المال والنفط والذهب العربي ليس اكثر بغض النظر عن المصالح الامريكية في المنطقة.
فشل ترمب في تحقيق توازن اقليمي في الشرق الاوسط وافضت سياسته لاحداث توترات اقليمية خطيرة بين دول الخليج العربي وجيرانهم , قسم المنطقة الي مناطق نفوذ ومحاور المحور الامريكي المصري السعودي الخليجي والمحور التركي الروسي الايراني لاجل تشكيل حلف كبير تتربع اسرائيل علي راسه , انسحب من الاتفاق النووي الايراني من طرف واحد لاجل عيون اسرائيل وفرض عقوبات جديدة علي ايران حتي تتوقف عن السعي لتصنيع القنبلة النووية التي تمتلك منها اسرائيل العشرات بالاضافة الي اكثر من 250 راس نووي . فرض عقوبات علي المدعية العامة للجنائية الدولية واوقف اي مساهمات مالية لهذه المنظمة باعتبارها محمكة غير مستقلة وتنوي مقاضاة الضباط الامريكان الذين عملوا في افغانستان بالاضافة لمقاضاة القادة اللاسرائيلين الذين يتهمهم الفلسطينيين بالضلوع في ارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين في اوقات مختلفة واصدر اوامر بتجميد اصول موظفي المحكمة ومنعهم من دخول اراض الولايات المتحدة الامريكية. تعدي الامر المحكمة الجنائية الدولية كثيرا ليعادي كل المؤسسات الدولية المدافعة عن حقوق الانسان وامر باعتبار كل من "منظمة هيومن راتس وتش" و"منظمة العفو الدولية امنستي " و"اوكسفام" منظمات معادية للسامية لا ينبغي علي الحكومة الامريكية دعمها .
فرض حصار مالي كبير علي السلطة الفلسطينية لانهار رفضت صفقة القرن واغلق مكتب منظمة التحرير في واشنطن و اوقف مساهمة الولايات المتحدة المالية للاونروا وسار قدما في تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين واتخذ من التدابير السياسية والقرارات التي من شانها ان تخرج هذه القضية عن طاولة المفاوضات في اطار اي تسوية بين الفلسطينيين والاسرائيلين , اعطي الاسرائيلين كل شيئ , اعلن ان القدس عاصمة ابدية لكيانهم ونقل سفارة الولايات المتحدة من تل ابيب الي القدس واغلق القنصلية الامريكية التي ترعي العلاقات الفلسطينية الامريكية . لم يبقي شيء الا وفعله لاسرائيل ولم يرفض اي طلب لنتنياهو حتي بدا ككلب الصيد الابيض لصياد حاقد يصطاد الفريسة ويامر كلبه بالاسراع لاحضارها هكذا يعتبر الاسرائيلين ترمب وهكذا تعاملوا معه منذ اللحظة الاولي لوصولة للبيت الابيض واكبر دليل انه لهث وراء العرب واستخدم كل ادوات التهديد ليعقدوا اتفاقات تطبيع مع اسرائيل علي اعتبار ان هذه الاتفاقات سوف توحي للناخب الامريكي ان رئيسهم يمتلك سياسية خارجية ناجحة لكن هذا كله جاء بعكس ما توقع وسرعان ما اداروا ظهورهم له عندما عرفت اجهزتهم الدقيقة انه لن ينجح في الانتخابات الرئاسية حتي انهم لم يبكوا كثيرا علي سقوطة لانه اعطاهم ما لم يقدر اي رئيس للولايات المتحدة الخمسة والاربعين السابقين علي اعطائهم اياه .
انتهي ترمب للابد وانتهي دوره الذي اداه ببراعة ككلب صيد امريكي ابيض يبقي في قفي سيده ينتظر منه اي اشارة لياتي بالصيد الثمين فجاء لهم بصفقات تجارية وعسكرية وامنية وسياحية تدر علي اقتصاد اسرائيل المليارات واستخدم ما لدي ادارة البيت الابيض من امكانيات للضغط علي العرب لابرام هذه الاتفاقات التي في قالبها السياسي تقوض حل الدولتين الذي تنكر له حسب طلب نتنياهو واليمين الاسرائيلي وتبني استراتيجة تصفية الصراع لصالح الحركة الصهيوينة كل هذا كان خدمة مجانية لدولة اسرائيل , الا ان اسرائيل تعتبر اليوم ان ترمب لم يكمل مشروع الدولة اليهودية الكبري ولم يعترف لاسرائيل بضم مستوطنات الضفة الغربية وفرض السيادة عليها بعد وهذا قد يدفع نتنياهو لاستغلال الاسابيع المتبقية في ولاية ترمب للاسراع في تنفيذ مخطط الضم والبدء بارسال رسائل تعاطف مع ترمب عبر فريدمان وكوشنر وبومبيو ليضمن اعلان ترمب بذلك قبل مغادرة البيت الابيض "كبغل تائه في مزرعه ليس ملكه كما قالت نيويوك تايمز مؤخرا ". لعل نتنياهو يعتبر هذا الملف من اهم المفات التي تحضر اسرائيل لطرحه علي ساكن البيت الابيض الجديد جو بايدن , لهذا بدا نتنياهو يفتح ملفا صداقته ببايدن القديمة وسوف يهتف نتنياهو لبايدن الرئيس الجديد وسوف يقدم التهاني له مبكرا بالرغم من انه يظهر انه لن يفعل ذلك قبل النتائج النهائية للانتخابات الامريكية وسوف يبدا معه سياسة الود والتقرب والحرص ليستكمل المشروع اليميني المتطرف وبالتالي استكمال المخطط الاسرائيلي في الدولة اليهودية الكبري واعتراف العرب والفلسطينين بها دون ان يكون للفلسطينين اي كيان سياسي مستقل وسيحاول نتنياهو خلال الفترة القادمة اختبار مدي اخلاص بايدن لاسرائيل في السكوت عن مخطط الضم سعيا لفرض الحل الاسرائيلي المدعوم امريكا علي الفلسطينين من طرف واحد .