د. عطية القططي - النجاح الإخباري - ألا وقد أصبح قطار التطبيع واقعًا في المنطقة يستحيل مجابهته في المنظور القريب، فلابد و أن نطور استراتيجية للتعامل مع هذا المتغير وفق رؤية واقعية، فالشعب الفلسطيني يجب أن يثبت أنه الرقم الصعب في المنطقة، وأنه لا يمكن أن يكون هناك استقرار في المنطقة بدون حل لقضيته العادلة. وهذا يتطلب أن يكون التركيز الفلسطيني في المرحلة المقبلة منصبًّا على كيفية استعادة الوحدة وتنفيذ البرنامج النضالي الذي أقرته القيادة الوطنية الموحدة المنبثقة عن اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية الذي عُقد مؤخرًا وفق محدد بأن الشعب الفلسطيني منفتح على السلام وفق المرجعيات الدولية والقانون الدولي وهذا لكي لا نخسر تأييد المجتمع الدولي للحقوق الفلسطينية. يجب الفصل قدر المستطاع بين البرنامج النضالي للقيادة الموحدة والتطبيع (العربي الإسرائيلي) مع المحافظة على مقاومة ناعمة للتطبيع، وضرورة ربطه بالاستيطان والتهويد وسرقة أموالنا وممارسات الاحتلال، لكي نفصل بين الموقف العربي والموقف الأمريكي (الاسرائيلي) من البرنامج النضالي لشعبنا، وهذا هو التحدي الذي لا بد من الولوج إليه. وهنا لابد من الإشارة إلى عدة نقاط:
١. الولايات المتحدة قررت أن تمنح إسرائيل جزء من دورها في حماية المنطقة من ايران في ضوء المصالح المشتركة بينها وبين دول الخليج في وقف التمدد الايراني في المنطقة، على قاعدة التطبيع الكامل وبعض المكاسب الاقتصادية مقابل الحماية الإسرائيلية. وهذا يتطلب عدم السماح بالوصول لمرحلة العداء والقطيعة مع الدول المطبعة، فالمراد إعادة الحاضنة العربية والاسلامية للقضية الفلسطينية لا استعدائها.
٢. يجب عدم المراهنة على الانتخابات الأمريكية فحتى وإن فاز بايدن؛ لن يكون هناك تغير جوهري على واقع القضية الفلسطينية ما لم يغير الفلسطينيين من واقعهم على صعيد الوحدة وضرورة تفعيل المقاومة الشعبية بكافة أشكالها. وفي النهاية لابد وأن نقلل من حالة الاحتقان بيننا وبين الدول المطبعة وعدم استفزاز شعوبها بالتهديد بالبحث عن محاور أخرى في المنطقة، فنحن بحاجة لإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية كقضية يجتمع عليها كل عربي ومسلم، وهذا لن يتحقق بدون وحدة حقيقية وانتفاضة شعبية.
وللحديث بقية ...