النجاح الإخباري - بالأمس تم الإفراج المشروط عن الزملاء : مثنى النجار ، وطارق أبو اسحاق ، من شرطة حماس شرق خان يونس ، بعد اعتقال ٤٨ساعة سبقه اعتقال ثماني ساعات يوم الخميس الماضي على خلفية النشر في نتائج إحدى الطالبات بالثانوية العامة ، في سلوك جديد لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة وتستخدم القوانين الفلسطينية بملاحقة الصحفيين واعتقالهم ، والذي حذرنا منه كثيرا .
قبل عملية الإفراح أعطت حركة حماس عدة وعود بالإفراج عن الصحفيين دون شروط وقيل لنا أنه جاء ثمرة تدخلات كبيرة واتفاق لانهاء الملف ، وتنازل وزارة التربية والتعليم عن القضية، وأستطيع القول، ولن أذكر أسماء من عدة جهات طالبت نقابة الصحفيين بتوفير الأجواء لنجاح هذه الجهود ، وبالتأكيد كان لدينا في النقابة قراراً معلناً أننا مع أي اتفاق مشرف للإفراج عن الزملاء ، خاصة أن المعطيات لدينا من البداية أن الزملاء لم يرتكبوا الجرم الذي يسمح باعتقالهم ، ليس لأن الصحفيين فوق القانون ، بل لأن الصحفيين هم دوما مع احترام القانون ، ووجود تأكيدات من الجميع على احترام الصحفيين وأن لا اعتقال على خلفية النشر ، والذي تبين أنه مجافٍ للواقع.
وقبل خروج الزملاء بدقائق تلقيت اتصال أن الجهود التي بذلت نجحت وسيتم الإفراج عن الزملاء خلال دقائق بعد تنازل وزارة التربية والتعليم عن الشكوى وتم الطلب بضرورة وجود النقابة لحظة الإفراج من أجل مساندتهم في هذا الموقف . وكل الحديث كان يدور عن تنازل عن الشكوى ولم يتم التطرق إلى إنهاء الملف من خلال الصلح الجزائي الذي كنا نستطيع التوصل إليه من أول ساعة لاعتقال الزملاء ، ولم نكن بحاجة لقول أن تدخلات من قيادات كبيرة ساهمت في إنهاء الملف كما قيل ، لأن الشكل الذي انتهت فيه القضية كان يعرض على الزملاء والمحامي من اليوم الأول ، وموجود بالنظام ونحن بالطبع لن نقبل به لما فيه من إدانة وعقوبة للصحفيين بموافقتهم وإقرار منهم تحت الضغط بالاعتقال، ودفع غرامة مالية تبلغ 1160 لكل منهما ، وهذا لا يليق وغير مقبول في الجسم الصحفي.
ولوضع الزملاء الصحفيين أكثر أمام الحقيقة ، فإن تحركنا ودفاعنا عن الزملاء، وأن نكون دائما إلى جانبهم كان بناءً على طلب منهم بالتدخل وتوفير الحماية ، بحضور مؤسسات حقوقية وصحفية ، ولم يكن إطلاقا تدخلاً سياسياً ، والذي حاول البعض تحريفه ، وظهرت كل الدلائل أن إنحيازنا الدائم هو للصحفي الفلسطيني الذي يحتاح منا الكثير ، ويستحق منا الأفضل دائما .
وأستطيع القول إننا لن نقبل كنقابة بهذا الاتفاق ولسنا شركاء به ويتحمل مسؤوليته من اتفق عليه ومن ساهم النيل من الجسم الصحفي وأراد تسجيل انتصاراً عليه رغم كل تضحياته المؤلمة ،ووجودي في المكان لم يكن إلا واجب الوقوف جانب زميل في لحظة صعبة ومؤلمة حتى لا يشعر بالانكسار والألم ؛ وبالتأكيد لم توافق النقابة أو أنا شخصيا عن أي فاصلة أو نقطة في هذا الاتفاق المهين ولن نسمح بأن تسجل سابقة في تاريخ الصحافة الفلسطينية مهما كان الثمن، وأن تصور البعض أو صور غير ذلك.
ونحن في نقابة الصحفيين عندما نتعامل مع الصحفي الفلسطيني نرى أنه قدم تضحيات جسام بالدم في الدفاع عن شعبنا وحريته ،وهو شريك في الواجب الوطني و دفع ثمن مؤلم ، واسماء الشهداء والجرحي والمصابين والأسرى والممنوعين من الحركة من الاحتلال والذي يستهدف الصحفيين من أعلى الهرم ممثلا بنقيب الصحفيين ناصر أبو بكر الذي يتعرض الآن وفي هذا الوقت لهجمة منظمة من الاحتلال ، ويمتد إلى كل الجسم الصحفي الذي سجل أكثر من 800 جريمة وانتهاك من الاحتلال خلال عامين فقط.
الواقع الذي يجب أن يتعامل معه الصحفيون بعد الٱن ، إننا أمام نظام تسيطر عليه حركة حماس في غزة ؛ كان وما زال هذا النظام غير متسامح مع الصحفيين رغم كل تضحياتهم ، والذي ظهر جليا بعد ما حدث مع الزملاء اسامة الكحلوت وطارق أبو إسحاق ومثنى النجار، واستدعاء مدير النقابة لؤي الغول أكثر من مرة ،وسبقه الكثير من الوقائع التي تمس بمهنة الصحافة وأمن الصحفيين ، و منها إغلاق المؤسسات والمكاتب الصحفية ومنع العمل الصحفي، لدرجة الوصول إلى الرغبة في تسجيل الانتصار على الصحفيين ، ومحاولة إبعاد الجسم الممثل للصحفيين عن قضاياهم ،ما يحتاج الى زيادة التماسك النقابي والقانوني والمعرفي للصحفيين في التعامل مع هذا الواقع ، مع التأكيد أن نقابة الصحفيين لن تتخلى عن واجبها النقابي ، وستقف دوماً إلى جانب الصحفيين الملتزمين بها ، ومستعدة لدفع أي ثمن من أجل حمايتهم، ولن تقبل تدخل أي طرف في قضاياهم، أما الباحثون عن عناوين أخرى فالتجربة أمامكم واضحة وجلية ، الصحفي في أخر الاهتمامات ويلاحق ويسجن وربما لا يعرف أسباب اعتقاله وملاحقته، وقد يكون كرم قبل اعتقال ممن اعتقله.