رام الله - ماجد هديب - النجاح الإخباري - كان على منظمة التحرير الفلسطينية وعمودها الفقري حركة فتح الاتجاه نحو ابتداع الحلول لإنهاء الانعكاسات التي أحدثها الانقلاب الذي قامت به حركة حماس ،وذلك من خلال الاتفاق معها على خارطة طريق تؤدي الى انهاء هذا الانقسام على قاعدة القواسم المشتركة فيما بينهما من اجل تحقيق امال الشعب الفلسطيني بالتحرر والاستقلال حتى في ظل إصرار حركة حماس على عدم التنازل عن سيطرتها على قطاع غزة ،وهذا هو باعتقادي ما اعلنوا عنه في مؤتمر اليوم وفقا لما جاء فيه من اقوال للسيد اللواء جبريل الرجوب ،ووفقا لما صدر عن العاروري أيضا من ردود ،حيث المح كل منهما الى وجود اتفاق على تنفيذ خارطة طريق لتحديد معالم المرحلة القادمة على قاعدة القواسم المشتركة فيما بين حركتي فتح وحماس ،على ان يبدا تنفيذ هذه الخارطة بالاتفاق على برنامج سياسي يؤدي الى تحقيق الاستقلال وبناء الدولة وصولا الى انهاء الانقسام ،وهذا ما كانت حركة فتح قد أعلنت عنه أيضا من خلال اطلاق الرصاصة الأولى عام 1965،وذلك كإشارة منها بان عملية انهاء الانقسام العربي والانتقال بالعرب من مربع صدام البرامج والاستراتيجيات والمزايدات الى ا مربع لوحدة فيما بينهما تبدا على قاعدة المواجهة والصدام مع الاحتلال من اجل التحرير ،وليس بتجميد عملية التحرير الى حين انهاء هذا الانقسام ،فهل ما جاء في مؤتمر اليوم من عناوين هي بمثابة خارطة طريق للاتجاه فعلا نحو المصالحة وليس عقد اتفاق على تنفيذها ولا حتى الشروع فيها ؟، وهل يمكن القول أيضا بان الاتفاق على تنفيذ برامج سياسية ونضالية لمواجهة الضم وبناء الدولة على حدود الرابع من حزيران في ظل إبقاء سيطرة حركة حماس على غزة هي المدخل الحقيقي فعلا لتحقيق هذه المصالحة وانهاء الانقسام؟.
علينا ان نعترف أولا بان الفلسطينيين ومنذ احتلال بلادهم وهم ضحية لتعدد ولاءات وانتماءات قوى وفصائل العمل الوطني والاسلامي،وضحية ايضا لغياب فرض الاستراتيجيات والبرامج ،مما ساهم ذلك بعدم البناء على ما راكمه الشعب الفلسطيني من تضحيات ونضال عبر امتداد ثوراته وانتفاضاته المتتالية ،حيث ان ما يعانيه الشعب الفلسطيني اليوم هو بسبب غياب تلك الاستراتيجيات و البرامج واليات العمل على تطبيقها، ومن بين ذلك غياب الميثاق الوطني الفلسطيني الذي كان يجب العمل على صياغته منذ اللحظة الاولى التي تم فيها توقيع اتفاقية اوسلو وبناء السلطة الوطنية، وذلك منعا للصدام فيما بين قوى وفصائل العمل الوطني والاسلامي في مرحلة كان يجب العمل على تجاوزها بأمان وحكمة، وهي مرحلة الانتقال من الثورة الى مرحلة بناء الدولة ،ولكن وعلى ما يبدو فان مؤتمر اليوم ما بين حركتي فتح وحماس هو بمثابة اطلاق مرحلة جديدة تم الاتفاق على ما جاء في تفاصيلها ،وهي قد تكون صالحة وفقا لما جاء في هذا المؤتمر من اقوال كديباجة لميثاق جديد بين كافة وقوى وفصائل العمل الوطني او خارطة طريق لتحقيق امال الشعب بالتحرر وصولا لإنهاء الانقسام والى الابد ،حيث جاء ومن خلال بعض العناوين التي تم الإشارة اليها من القياديين في حركتي فتح وحماس التأكيد على مجموعة من الثوابت الهامة والتي كان غيابها وعدم الاتفاق عليها هو سبب هذا الانقسام وذريعة لاستمراره وهي:
أولا: الاتفاق على تنفيذ استراتيجية سياسية والشروع باليات عمل للمواجهة والصدام مع الاحتلال من اجل تحقيق الاستقلال وبناء الدولة على حدود الرابع من حزيران هو المدخل الحقيقي الى تحقيق المصالحة وانهاء الانقسام.
ثانيا: الاعتراف بمنظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني مع منحها التفويض الكامل بتحقيق الاستقلال بالطرق السياسية والقانونية في ظل اسناد قيادتها بكافة اشكال النضال المتفق عليه ،وهذا باعتقادي هو بدابة طريق النصر الحقيقي، لان الايمان بالقيادة والالتفاف حولها من خلال منحها التفويض هو الخطوة الحقيقية لبناء الدولة، وان الانزلاق نحو التكفير والتخوين او التهويش والتشويش استنادا الى الشعارات الكاذبة المخادعة ودون ان يتبنى اصحاب تلك الشعارات استراتيجية جامعة يعني الانزلاق المستمر نحو الصدام والانفصال.
ثالثا: الابتعاد عن المحاور والاحلاف مع الابتعاد عن الشعارات الكاذبة المخادعة والتي هي في ظاهرها شعارات وطنية واسلام، ولكن في باطنها تشرذم وانقسام، وهذا هو الطريق الأمثل لاختصار طريق النصر.
رابعا: الابتعاد عن التبعية والوصاية والاحتواء، لان الوصاية والاحتواء والتبعية هي من دفعت حماس لتعميق الانقسام من خلال الاتجاه نحو ممارسة التهويش والتشويش على السلطة ومنظمة التحرير، وهي نفس الممارسة التي مارستها بعض الاحزاب على الحركة الوطنية ابان فترة الحركة الوطنية بقيادة الحاج امين الحسيني.
باعتقادي ان ما تم الإعلان عنه اليوم من عناوين تم الاتفاق عليها لتحديد معالم المرحلة القادمة بمبادرة من حركة فتح هي فعلا ابتداع للحلول ،وهي بمثابة خارطة طريق كان يجب رسم معالمها منذ زمن تبدا بتنفيذ استراتيجية سياسية ونضالية لبناء الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران ،وهي المدخل الحقيقي نحو انهاء الانقسام ، حيث ان استمرار مراوحة الفلسطينيين بنفس المكان بعيدا عن البناء والمقاومة بذريعة المطالبة بتحقيق الوحدة أولا هي انهاك للفلسطينيين و هي اندثار لهم أيضا ،فهل تتحقق امال وتطلعات الشعب الفلسطيني بالتحرير وبناء الدولة وانهاء الانقسام من خلال تنفيذ خارطة الطريق هذه على قاعدة المواجهة والصدام مع الاحتلال ،ام ان حركة حماس ستعمل وكما دأبت دوما على الاستمرار بتحطيم تلك الآمال والتطلعات من خلال استغلال إبقاء سيطرتها على غزة كقاعدة لها ،ليس لمواجهة المحتل ،وانما لتصعيد المواجهة مع حركة فتح ومنظمة التحرير على قاعدة العداء معها وصدام التمثيل ؟.