ماهر حسين - النجاح الإخباري - بقلم: ماهر حسين
القدس عاصمة فلسطين -قتلوا إياد في القدس ، قتلوا إياد وهو في طريقة للمدرسة (البكرية) المختصة بتدريس ذوي الهمم من ذوي الإحتياجات الخاصة، قتلوا إياد ظنا" منهم بأنه يحمل مسدس ، طلبوا منه التوقف فلم يعي ما يقولون ولكنه خاف منهم فهرب فطاردوه ومن ثم قتلوه بدم بارد بعد أن أطلقوا عليه 8 رصاصات.
8 رصاصات تم إطلاقها على إياد وهو من ذوي الإحتياجات الخاصة وكل مشكلته بأنه خشيهم وخشي صراخهم ولم يعي ما يقولون فهرب .
بالمحصلة ....
قتلوا إياد في القدس .
قتلوا إياد وهو في طريقة للمدرسة .
قتلوا إياد الذي بات شهيدا" في الجنة والتي كان سيدخلها لا محالة بإذن الله تعالى فإياد ومن هم مثل إياد لا يكذبون ولا يعتدون على أحد ومن مثل إياد لا يضرون أحد وهم بحاجة الى عناية خاصة تكفلها كل قوانين الإنسانية بالعالم .
الإعلام العربي والعالمي لم يتوقف كثيرا" عند قتل إياد ولكن لسان حال إياد ووالدته المكلومة يقول بأي ذنب قتلوا إياد !!!!!
كنت أقول دوما" بأن لكل صراع أصول وفي هذا الإطار كنت قد كتبت يوما" معلقا" على عملية في أحدى المستوطنات تم خلالها قتل أطفال من المستوطنين بأنه كان لا بد من تجنب قتل الأطفال وقلت بأن هناك فرق بين الرغبة في القتل وبين النضال وهو الفرق الذي يفصل بين البندقية المأجورة والبندقية التي يحملها مناضل دفاعا" عن شعبه وعن حقه بالحياة بكرامة على أرضه .
لا أدري لمتى سيطول هذا الصراع الدامي ولا أدري كم إياد سنفقد ولكن ما أعلمه علم اليقين بأن الحق ينتصر وبأن القدس ستعود كما كانت عربية وما أعلمه بأن القدس بحاجة الى جهد حقيقي لحماية أهلها ولحماية عروبتها ولتبقى القدس هي الأمل الفلسطيني بإمكانية إستعادة الحقوق المشروعة التي كفلتها كل الأعراف الدولية ، فلا دولة بدون القدس ولا سلام بدون القدس ولا كرامة وحرية بدون القدس ، وسأبقى أقول دوما" بأن القدس فرصتنا لعبادة الله عز وجل بكل اللغات وللصلاة لله عز وجل بكل الطرق .
وعندما نتحدث عن القدس نستذكر معا" ذكرى رحيل أمير القدس الشهيد فيصل الحسيني الذي منذ رحيله ونحن نعاني غياب القدس بشكل أكبر فلقد كان رحمه الله صوت القدس العربية للعالم .
القدس بحاجة الى الكثير ، القدس بحاجة الى إعادة الإعتبار لعروبتها خاصة في ظل تصاعد حملات تقول بأن فلسطين ليست قضيتي فإن كانت فلسطين ليست قضيتكم فما قولكم بالقدس ومسجدها الأقصى وكنيسة القيامة التي بها ومسجد عمر بن الخطاب فهل الأقصى والقيامة ومسجد عمر ليس قضيتكم كذلك ، القدس بحاجة الى بيت المشرق من جديد ويجب أن يعلو صوت القدس فوق صوت الفصائل وفوق صوت المصالح وفوق صوت التسويات والمساومات والتطبيع ويجب أن يعلو صوت القدس فوق صوت الجغرافيا فالقدس مسؤولية وإلتزام أكبر من الصفقات ، القدس بحاجة الى دعم حقيقي يعزز من صمود أبناء القدس والقدس بحاجة الى وحدة وتضامن في صفوف رجالها ليعلوا صوتهم على كل الصعد ليرفعوا معا" صوت القدس العربية الذي يجب أن يكون صوت الشعب الفلسطيني والعربي وصوت كل إنسان حر مؤمن بالله عز وجل ومؤمن بالإنسانية.
القدس بحاجة الى الكثير ولسان حال إياد ووالدته المكلومة ولسان حال كل فلسطيني وعربي وإنسان شريف يقول بأي ذنب قتلوا إياد !!!
ولا حول ولا قوة إلا بالله عز وجل وهو خير نصير للمظلوم .