عمري حسنين - النجاح الإخباري - وصف بالفنان الساحر، ومطرب العرب، وصوت الجبل.. كيف لا وموهبته الغنائية متوارثة ومتأصلة لديه منذ أن كان طفلاً صغيراً، حيث كان يعتاد أن ينام كل ليلة على دفىء صوت والدته "رنا دندن" عندما تغني له بصوتها العذب المقطع المفضل لديه من أغنية "زي العسل" للفنانة الكبيرة صباح، معنية بجملة (... ولا شفتش زي حبيبي أمير ..)
تغفو أمنياته و تتيقظ كل يوم على حلم لازال مشتعلا يتجدد بصوت والده الفنان "خالد دندن" الذي يلهب لديه ذلك الشغف بالموسيقى حين يملأ البيت حباً و فناً و لحناً، يقود في قلب ذلك الأمير الصغير موهبة تتجلى في صوته الذي وهبه إياه الخالق بالوراثة.. في كلامه وضحكه وغنائه تسمع لحناً وتستشعر ركوزا وتلمس دفئاً، وترى شيئاً يتسع في مساحة صوته مثل ذلك السهل الأخضر، وقوة في أداءه تلامس السحاب مثل قمم الجبال...
ولد الفنان "أمير دندن" في 17/3/1991 في قرية مجد الكروم في الجليل الأعلى، وترعرع في كنف عائلة فنية حتى النخاع، وحظي بالحس الفني من عائلة والده ووالدته، خاله العازف المحترف باسم غطاس، وأعمامه الفنان سمير دندن والفنان فهيم دندن..
والده الفنان الشعبي خالد دندن الذي عمل في الفن لأكثر من 40 عاماً وتميز بصوته الجبلي، كان أمير يرافقه في جميع حفلاته، فاكتسب الخبرة والمهارة الفنية من والده منذ نعومة أظفارة، حيث كان أبوه قدوة و معلماً له، يتابعه ويدعمه في تنمية وصقل موهبته الفنية التي بدأت بالظهور في ربيعه الثالث، كما بدأ والده بتعليمه على الطبقات والمقامات الصوتية في الخامسة من عمره حيث قدم له الدعم اللازم لتنمية موهبته وقدراته الصوتية التي أثبت قوتها عندما شارك في عدة مهرجانات محلية وحقق فيها مراتب متقدمة..
في الثالثة عشرة من عمره اشترك في مهرجان الأغنية العربية للبراعم الشابة وحصل على المركز الأول، وعندما بلغ السادسة عشرة من عمره شارك في مهرجان الكرمل وحصل على المرتبة الأولى، كما أحرز المرتبة الأولى أيضاً في مهرجان القلعة الفلسطيني المحلي، واشترك في برنامج المواهب المحلية "نيو ستار" وأثبت قدراته الفنية العالية من خلال أداءه حيث وصل إلى مراحل متقدمة من البرنامج.
درس دندن الموسيقى والغناء في معهد بيت الموسيقى، وتعلم العزف على آلة العود الشرقية التي تلائم ميوله في الغناء حيث تميز في أداء اللون الطربي الأصيل.
في عام 2016 حقق الفنان أمير دندن أول أهدافه سعياً نحو النجومية من خلال برنامج المواهب الغنائية أراب آيدول، حيث اجتاز مراحل البرنامج بطلاقة وقوة وصولاً إلى النهائيات، وأبهر لجنة التحكيم بأدائه المميز وصوته الرخيم، وأثنت عليه لجنة التحكيم منذ وقوفه لأول مرة على خشبة المسرح حيث أعربت الفنانة أحلام عن ذهولها من هذا الصوت القوي الذي لم يعرف النشاز ولم يخطيء ولو لمرة واحدة في الأداء، وأثنى عليه الفنان وائل كفوري قائلاً بأنه يتميز بسهولة أداء العرب، ووصف أداءه بالمتكامل، كما شبهه الفنان حسن الشافعي بالساحر الذي يخرج كل مرة بشيء جديد يسحر به الجمهور ولجنة التحكيم، وقال عنه القيصر كاظم الساهر بأنه "مطرب العرب"، كما علقت الفنانة أصالة نصري عن أدائه واصفة إياه بصاحب الصوت البديع قائلة: (صوتك صدقة لناس محتاجة تفرح وتفخر وتنسى كل حزن).
ومن خلال أداءه المميز تمكن أمير من الوصول إلى النهائيات والمنافسة على اللقب بجدارة دون الدخول إلى منطقة الخطر، حيث أحرز المرتبة الثانية وحصل على نسبة تصويت عالية من داخل فلسطين والعالم العربي، ومن الحري ذكره هنا الوقفة الشعبية التي قام بها أبناء فلسطين على وجه الخصوص في دعم أمير بالتصويت له، والحملة التي نظمها أبناء بلده بقيادة مدير أعماله الفنان "عزو خلايلية" مدير معهد المجد للموسيقى والفنون، الذي ساند أمير من لحظة انطلاقه في الفن وحتى يومنا هذا، وكان المسؤول عن حملة دعم الفنان أمير دندن في برنامج أراب آيدول، واليوم هو مدير أعماله في الداخل.
ومن على خشبة مسرح أراب آيدول إلى مسارح العالم، حيث شارك دندن في عدة مهرجانات محلية وعالمية، منها مهرجان موازين في المغرب، ومهرجان قرطاج الدولي في تونس، ومهرجان الفحيص في الأردن، كما شارك في أوبريت الملحمة العربية المسرحية في الكويت، وقدم أمير أغنيات خاصة به لاقت نجاحاً كبيراً على مستوى العالم، كانت أغنية "يابطل" من كلمات وألحان صلاح الكردي، وكلمات الموال جريس عيد، وتوزيع مارك عبد النور، والمسترينغ فادي جيجا، وكانت باكورة أعماله الفنية حيث تم تصويرها بين أزقة مدينة القدس العريقة، وحملت معاني الحب والإنتماء لفلسطين وخاصة القدس.
ثم أطلق أغنية "سكر كلامك" التي حققت نجاحاً و انتشاراً واسعاً... وأغنية "بدي إياكي" التي لاقت نسبة مشاهدة عالية وحازت على إعجاب الجمهور في جميع أنحاء العالم،ومؤخراً أطلق أغنية "لما تفتكريني" باللهجة المصرية، والتي لاقت نجاحاً كبيراً حيث حصلت على مليون مشاهدة خلال ثلاثة أيام.
الفنان الأمير "أمير دندن" عبارة عن ثروة فنية لفلسطين والعالم العربي، اليوم يسير بخطوات ثابته نحو تحقيق هويته الفنية المستقلة ليصبح في الغد القريب من أوائل الفنانين في الوطن العربي الذين سابقوا الزمن لتحقيق النجاح وإثبات الذات في الفن والغناء.