ماجد هديب - النجاح الإخباري - بعيداً عن جدلية العلاقة بين المواطن ورجل الأمن ودور الاعلام في تصحيح هذه العلاقة ،فانه لا بد من القول أولاً بأن الديمقراطية بآلياتها الهادفة لتنظيم التداول على السلطة مع تعزيز صور تلك الديمقراطية داخل قطاع الأمن ،ومنها تعزيز سيادة القانون، واحترام حقوق الانسان ،وتوفير الخدمة الأمنية من خلال الخضوع لآليات الرقابة بكل شفافية لإشراف مؤسسات الدولة التشريعية والقضائية والتنفيذية ،وإمكانية مساءلة قطاع الأمن أمام هيئات مستقلة هي فقط من تعزز الأمن وتعمل على المسؤولية المشتركة لتحقيقه داخلياً وخارجياً ،والا فنحن وبطبيعة الحال لن نكون أمام أجهزة أمن دولة تسهر على راحة المواطن وتحقيق أمنه ،وانما أمام أجهزة أمن حركة سياسية أو قوة عسكرية تحافظ على استمرار سيطرتها على الحكم وكافة مفاصل الحياة دون اهتمام هذه الأجهزة بالبحث عن تحقيق التبادل والتكامل بين المواطن ورجل الأمن مما يجعل التخبط في العلاقة ما بين تلك الأجهزة والمواطن أكثر وضوحاً في التناقض والاحتدام ،ولعل ما قامت به أجهزة حماس الأمنية سابقاً من حملة ما يسمى مكافحة البنطال الساحل والنصيحة الحالية للفتيات بضرورة اصطحاب محرم إلى الأماكن العامة ما يؤكد بأن تلك الأجهزة لا حيادية فيها ،وأن العلاقة بها ليست مؤسساتية ،وذلك لانتفاء العلاقة التكاملية بين رجل الأمن في غزة والمواطن فيها لعدم توافر أدنى مقومات الأمن الوطني الداخلية منها والخارجية وفي مقدمة تلك المقومات الأمن النفسي والمعيشي، فما هو المطلوب اذاً من أجل تعزيز التكامل والتبادل بين هذه الأجهزة الأمنية والمواطن ؟ .
صحيح بأن للإعلام دور كبير في تصحيح العلاقة بين رجل الأمن والمواطن وخاصة بعد ما أثاره الاعلام الجماهيري والتقليدي والخاص من تعليقات غاضبة حول نصيحة مواقع حماس الأمنية للفتيات "اصطحاب المحرم في الأماكن العامة" إلا أن الوفاق والاتفاق بين كافة قوى وفصائل العمل الوطني والإسلامي والذهاب نحو تحقيق الاستراتيجية الأمنية هي من تجعل الاعلام مسانداً لتلك الأجهزة وعنصراً فاعلاً في استقرار الأمن وتحقيق التكامل والتبادل ما بين رجل الأمن والمواطن ،فهل يمكن تحقيق تلك الاستراتيجية دون وفاق واتفاق ما بين كافة قوى وفصائل شعبنا في اطار المصلحة الوطنية والمجتمعية ؟ .
إن ما قامت به أجهزة حماس الأمنية من حملات وما تقوم به الآن أيضا من نصائح لا يحقق التكامل والتبادل بين المواطن والأجهزة الأمنية ، بل إن ما تقوم به في هذا الاطار يعزز ما لدى المواطن من صورة ذهنية عن تلك الأجهزة ،حيث أنه وبعيداً عن جدلية شرعية تلك الأجهزة من عدمها فانه لا يمكن لأي أجهزة أمنية أن تمتلك قلوب الناس ومحبتهم لإنجاح حملاتها الأمنية دون إيجاد نوع من العلاقة التكاملية والتبادلية ما بين رجل الأمن والمواطن ،فهل نحن في اطار تلك العلاقة؟، وما هي الاستراتيجية الأمنية لتلك الأجهزة التي تنصح وتشرف على ما يسمى الحملات والنصائح الامنية؟.
ان ما اثارته مواقع حماس الأمنية من نصائح للفتيات ومما صدر من تهكم وردات فعل غاضبة على تلك النصائح يتطلب منا أن نقرع جرس الإنذار بأن العلاقة ما بين رجل أمن حركة حماس والمواطن قد دخلت في مرحلة من الخطر ،وأنه لا بد من البحث عن تحقيق علاقة تكاملية وتبادلية بين رجل الأمن في غزة والمواطن فيها من أجل تعزيز سيادة القانون، واحترام حقوق الانسان ،وتوفير الخدمة الأمنية وذلك من خلال ضرورة الاتجاه أولاً نحو الوفاق والاتفاق بين كافة قوى وفصائل العمل الوطني وبناء استراتيجية امنية تخضع لآليات الرقابة بكل شفافية لمؤسسات الدولة التشريعية والقضائية والتنفيذية لان ذلك فقط من يعزز الامن ويعمل على المسؤولية المشتركة لتحقيق هذا الأمن داخلياً وخارجياً.