حمادة فراعنة - النجاح الإخباري - ليست المرة الأولى التي تُعلن فيها إدارة ترامب الأميركية عن تأجيل إعلان خطتها لتصفية القضية الفلسطينية المعنونة بمؤامرة القرن، فهي المرة الرابعة وقد تكون الخامسة خلال سنتي الوعد والمتابعة من قبل فريق ترامب الصهيوني، بعد أن أعلن جرينبلات أن إعلان خطتهم سيؤجل إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية يوم 17/9/2019، وإعادة تشكيل حكومة المستعمرة برئاسة نتنياهو إذا فاز بالأغلبية البرلمانية.
الانتخابات وفوز نتنياهو رهان أميركي ينسجم مع رؤية فريق ترامب وتطلعاته، وكلاهما يعمل باتفاق وتوافق مسبق وضمن سياق منهجي لإنهاء القضية الفلسطينية وتصفية حقوق شعبها الفلسطيني .
العناوين واضحة والصراع مكشوف والأدوات بائنة ومعلنة، فهم يتطلعون لفوز نتنياهو رئيساً للائتلاف المثلث المكون من : 1 – اليمين و 2 – اليمين المتطرف، و3 – اليهود المتدينين المتشددين، وللأغلبية البرلمانية فما هو الرد الفلسطيني؟؟ كيف يمكن إحباط مخطط نتنياهو ترامب لبلع فلسطين وشطب القضايا الأربع : 1 – استعادة القدس، 2 – عودة اللاجئين، 3 – إزالة المستوطنات، 4 – الانسحاب حتى حدود 4 حزيران 1967 .
لقد رفضت منظمة التحرير وسلطتها الوطنية خطة ترامب وخطواتها منذ أن أعلن القدس عاصمة للمستعمرة الإسرائيلية وما أتبعها من خطوات، ولكن الرفض ليس كافياً، والمطلوب شكل أرقى من الجهد الفلسطيني لإحباط خطة نتنياهو ترامب المؤجلة إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية في شهر أيلول 2019، ما يدلل على رهان واشنطن وتل أبيب على نتائج هذه الانتخابات لمواصلة تنفيذ خطة ترامب التي بدأت يوم 6/12/2017، وما تلاها من إجراءات، فهل يستطيع الجانب الفلسطيني إحباط الرهان الأميركي الإسرائيلي على نتائج الانتخابات الإسرائيلية ؟؟
الجواب نعم بالتأكيد إذا راهن الفلسطينيون على أنفسهم ووحدتهم واعتمدوا حقاً على إشراك المكون الأول من شعبهم أبناء مناطق الاحتلال الأولى عام 1948، أبناء الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة، وهذا يعتمد على عاملين:
الأول: العودة مرة أخرى لصيغة القائمة العربية المشتركة كما حصل في الاتفاق بين الأحزاب الأربعة : 1 – الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، 2 – التجمع الوطني الديمقراطي، 3 – الحركة الإسلامية، 4 – الحركة العربية للتغيير يوم 22/1/2015، وخاضوا الانتخابات بقائمة ائتلافية موحدة يوم 17/3/2015، وحصلوا على 13 مقعداً، والقفز عن تجربة انتخابات 9/4/2019، المريرة التي عنوانها الأنانية والفردية والذاتية الضيقة.
المطلوب إعادة التحالف والائتلاف بل وتوسيع قاعدة المشاركة لتشمل قوى سياسية أخرى وشخصيات فاعلة في الوسط العربي الفلسطيني في سبيل الحصول على أوسع مدى من المشاركة الشعبية في الانتخابات عبر صناديق الاقتراع، والدفع باتجاه زيادة نسبة المشاركة من أبناء الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة لتكون النتائج مفيدة وملموسة من قبل الوسط العربي بهدف تحقيق خطوات لصالح حقوقهم الوطنية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية على قاعدة المساواة أسوة بالوسط اليهودي، ومن أجل إحباط عودة نتنياهو والائتلاف الثلاثي العنصري التوسعي الاستعماري، إلى سدة الحكم ونيل الأغلبية.
أما العامل الثاني : فهو الائتلاف والتنسيق بل والتوصل إلى صيغة اتفاق فائض الأصوات مع حركة ميرتس بهدف خلق وبلورة ائتلاف عريض فضفاض مع حركة ميرتس وحزب العمل لمواجهة الائتلاف اليميني المتطرف المتحالف مع اليهود المتدينين وهزيمتهم كي لا ينالوا فرصة إعادة هذا الائتلاف لتشكيل الحكومة المقبلة برئاسة نتنياهو.
فرص هزيمة نتنياهو واقعية وواعدة، ويملك الشعب الفلسطيني مع اليسار الإسرائيلي فرض وجوده ليكون جزءاً من اللعبة السياسية الإسرائيلية ومؤثراً في مسارها ومضمونها إذا ارتقى قادة الأحزاب العربية إلى مستوى الحس بالمسؤولية وتفوق بعضهم على أنانيته وانتصر على الحالة المرضية التي يُعاني منها خدمة لنفسه ولمجمل القضية الوطنية للشعب الفلسطيني.