رامي مهداوي - النجاح الإخباري - نحن نتحرك تجاه الحلقة الأخيرة من المسلسل الصهيوني الإمبريالي المحدد السيناريو للقضية الفلسطينية بشكل خاص وللعرب بشكل عام، وبهذا خرجت المواضيع الأساسية التي كانت على أجندة المفاوضات والتي كانت تعرف باسم قضايا الحل النهائي إلى حيز فرض الأمر الواقع من خلال عدد من الأدوات الكولونيالية التي قد ساهمنا بتعزيزها دون معرفة أو وعي وربما بقناعة!! أو/ و من خلال السياسات الدولية المنحازة بشكل كامل للقوي وآخرها ما يحدث في القدس بشرعنة الاحتلال من قبل الولايات المتحدة الأميركية.
بسبب فشلنا أولاً في إدارة أنفسنا وإدارة ملف المفاوضات والهيمنة الاحتلالية. خلال فترة ما بعد أوسلو دخلنا في عدد من الدوّامات حتى وصلنا إلى ما وصلنا له الآن؛ موهمين أنفسنا بأننا حصلنا على الحرية وتقرير المصير لكن إسرائيل بضرباتها المتوالية أوصلتنا إلى الحضيض: انخفاض معدل دخل الفرد، خسرنا حرية التنقل فنحن نقبع في «بانتوستانات» متوهمين بأنها محررة، ونشاهد أمامنا بناء المزيد من المستوطنات ومصادرة الأراضي وهدم المساكن بشكل متسارع وفرض قوانين احتلالية يدفع ثمنها الموطن الفلسطيني.
جوقة نتنياهو وترامب المشتركة أصبحت تخاطب العالم العربي بشكل واضح والغربي بشكل غير مباشر بلهجة السيد والعبد التي تهدف إلى إعادة صياغة المنطقة بشكل جديد أكبر بكثير مما يسمى «شرق أوسط جديدا»، فنحن الآن في مرحلة استعمارية جديدة تتلاءم مع مرحلة ما بعد الحداثة وما بعد العولمة من خلال فرض الاستعمار بتوقيع أميركي وتنفيذ إسرائيلي وتمويل عربي.
للأسف، أصبحت إسرائيل تشكل معيارا لما فينا من تراجع وضعف، انتظرنا قائدا أشبه بصلاح الدين الأيوبي لكن لم يأت أحد!! وانتظرنا الجيوش العربية لكن لم نحصد سوى الهزيمة، انتظرنا وننتظر قوى خارجية لكن لم يقفز أحد لمساعدتنا!! فهل نستطيع دخول الحلبة السياسية؟!
الوحيد الذي لم نقم به بجدية هو الاعتماد على أنفسنا من أجل التحرر، بل والأخطر من هذا انقسمنا على أنفسنا وأصبحت القضية الفلسطينية الى ملف من القضايا!! أيضاً الافتقار الى هدف جماعي شلّ الجسد الفلسطيني بكافة المستويات.
من أين نبدأ؟
على القيادة الفلسطينية أن تدرك بأن أوسلو قد أُفرغ من أي محتوى حقيقي، وإننا إزاء أولويات جديدة نابعة من ضرورة ملحة تتعلق بالحفاظ على الكينونة الفلسطينية، لهذا يجب وقف الدوامة التي أدخلنا أنفسنا بها في مماحكات لا تنتهي بشأن ما هو أقل فأقل... فأقل الأقل!!
يجب إطلاق حملة دولية ضد المستوطنات ومن أجل حق تقرير المصير، هذا ما يساعد الاتحاد الأوروبي والدول الصديقة على تحديد أوضح لأولوياته، ويوجه تحذيرا الى الولايات المتحدة من أن الفلسطينيين كشعب لن يسمحوا بعد الآن بهذا السرطان الذي أكل جسد «الدولة». لكن لن نحصل على يد المساعدة ما لم نقم بوظائفنا الداخلية وتحمل المسؤولية كاملة.
أيضاً علينا تفعيل القدرة الكامنة في مواجهة الرأي العام الإسرائيلي حسب منطلقاتنا، فنحن لسنا حرسا لأمن إسرائيل بل نحن شعب يطلب الحرية والعدالة، لذلك بالإمكان تحويل مرحلة نهاية أوسلو الى بداية جديدة، لا بد لها في ظل ظروفنا الحالية أن تكون أفضل من كل ما يواجهنا الآن من سياسات أميركية تجاه قضيتنا.
التحدي الأكبر أمامنا هو أنفسنا، ما لم نواجه أنفسنا بأنفسنا فلن يكون أمامنا خيار سوى الانصياع للسياسات الإمبريالية الصهيونية في فلسطين والدول العربية، وسيكون مصيرنا نحن الفلسطينيين مشابها لمصير الهنود الحمر في أميركا!! فهل نستطيع دخول الحلبة السياسية بلياقة تعرف أين مكامن الضعف لدى الخصم؟!
للتواصل:
mehdawi78@yahoo.com
فيسبوك RamiMehdawiPage
الايام