ماهر حسين - النجاح الإخباري - كنت ومازلت مع الهدوء في غزة، فغزة بحاجة الى أن تتنفس السلام والهدوء والإستقرار ليتمكن المواطن العربي الغزي من إستكمال مسيرته في الحياة وبالتالي من إستمرار نضاله الوطني في مسيرة شعبنا نحو الإستقلال والحرية والسلام.
وكنت وما زلت ضد كل أشكال المقاومة العبثية التي تضع شعبنا تحت القصف الإسرائيلي فالمقاومة العبثية لا ترتبط بأهداف وطنية وإنما بأهداف حزبية والمقاومة العبثية لا تٌعبر عن قضية ولا يوجد لها موقف وطني وهي أشبه ببندقية مأجورة تتحرك لمن يدفع لها وتتحرك بثمن.
والمقاومة العبثية غير المسؤولة يدفع ثمنها المواطن كما يحصل في غزة فالمواطن الفلسطيني في غزة يدفع ثمن كل إحتكاك وحرب وتصعيد مع الإحتلال بينما قادة حماس في أمان نسبي كبير بفعل جاهزيتهم ووجود أماكن تحميهم بشكل خاص سواء كانت هذه الأماكن أنفاق أمنة أو مستشفيات.
وكما أنني ضد المقاومة العبثية فبكل قناعة أقول بأنني كنت وما زلت ضد صواريخ المغامرة والمقامرة التي تنطلق من غزة لتكون وبالا على غزة وأهلها فغزة ليست حقل تجارب لحماس وغزة ليست رهينة لحماس لتحقق من خلالها المزيد من المال القادم عبر تل ابيب وغزة ليست جزء من أي قضية سوى من القضية الفلسطينية.
وحتى أكون أوضح ومع علمي التام بأن ما أقول سيغضب البعض ولكنني كنت وما زلت مع المقاومة الشعبية السلمية في الضفة وغزة والقدس حيث أننا يجب أن نسعى بكل قوة لتحييد قوة الإحتلال والحد من إجراءات المحتل ضد كل ما هو فلسطيني سواء كان حجر أو شجر أو إنسان.
قلت كل ما قلت لتبيان بأنني مع الهدوء في غزة وكما أنا مع الهدوء في غزة فأنا مع الحراك الشعبي المطالب بالحياة بكرامة في غزة وأقول بأن السلطة الحاكمة لغزة بالقوة هي المسؤولة عن تحسين أوضاع المواطنين هناك من خلال التوزيع العادل للمساعدات ومن خلال منح الفرص بالحياة الكريمة للجميع بغض النظر عن الإنتماء لحماس أو لغيرها ولا يوجد حل حقيقي لإعادة الحياة بكرامة في غزة سوى أن يعود قطاع غزة الى الشرعية الفلسطينية وعلى حماس كسلطة حاكمة لغزة بالأمر الواقع وبالإنقلاب بأن تعلم بأن مصلحة أهل غزة أهم من رواتب موظفيهـــا وبأن المواطنين ليسوا على إستعداد للموت من أجل حماس حيث لم يعد شعار المقاومة الحمساوي يغطي أفعال حماس الداخلية في غزة والتي تمثلت بالقمع الشديد لكل مخالف ولكل صاحب رأي في غزة.
استغلت في الماضي حماس العاطفة الفلسطينية لكلمات الإسلام والجهاد ورفعت شعارات دينية مررت بها سياسات تصب في مصلحتها ولكن هذا لم يعد متاحا فلقد بات التناقض بين حماس وشعاراتهـــا كبير فالحديث عن فلسطين أرض الوقف بات من الماضي وبات الحاضر والمستقبل هو غزة وفقط والأموال التي تجنيها حماس من غزة وبسبب غزة وبسبب معاناة غزة فحماس التي كانت تحرم التنسيق الأمني مررت مفهوم التوافقات مع إسرائيل وهو تنسيق بمفهوم حمساوي وقد ظهر هذا التنسيق التفاهمي الإخواني الحمساوي البارحة في ذكرى يوم الأرض من خلال أصحاب (السترات البرتقالية ) الذين تولوا حماية حدود إسرائيل وقاموا بمنع التظاهر في ذكرى يوم الأرض.
بالمختصر وبوضوح ...
أصحاب (السترات البرتقالية) قوة تابعة لحماس منعت المتظاهرين في يوم الأرض من الإقتراب من السياج الفاصل بين غزة وإسرائيل بناء على تنسيق وإتفاق وتفاهم غير مباشر بين حماس وإسرائيل وفي مقابل تسهيل دخول مال لحماس من خلال تل أبيب.