ماهر حسين - النجاح الإخباري - حفل وتكريم- (في شارقة الإمارات والعرب كان الحفل والتكريم)
كنت قد أشرت في مقالي السابق بعنوان عروبة فلسطين بأنني سأتناول فلسطين وعروبتها بمقال أخر أتحدث فيه عن حفل وتكريم تم على هامش حفل أٌقيم في الجامعة الأمريكية في الشارقة، وها أنا أكتب (حفل وتكريم) .
لقد تشرفت بحضور حفل فرقة الحنونة للفنون الشعبية الذي تم أقامته في امريكية الشارقة برعاية مجلس العمل الفلسطيني في دبي والإمارات الشمالية وبمشاركة النادي الثقافي الفلسطيني في الجامعة وقد تم على هامش الحفـــل تكريم فنانين.
حفــل بهيج وعرض رائع للحنونة وتفاعل مميز من الطلاب بالإضافة الى تكريم ترك أثر فينـــا جميعا وعادة من يتم تكريمه هو من يتأثر ولكننا في هذا الحفل كنا أصحاب التكريم وتأثرنا أيجابا به .
لقد حظي التكريم بدعم الحضور وبإهتمام وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية فالتكريم من فلسطين وأكرر التكريم من فلسطين وعندما يكون التكريم من فلسطين فهو تكريم ذو أهمية وذو تأثير ولهذا كان التفاعل كبيرا مع التكريم.
في تلك الليلة التراثية الفلسطينية على أرض الشارقة، شارقة الإمارات العربية المتحدة وشارقة العرب تم تكريم كل من الموسيقار نوبلي فاضل من الجزائر والفنان لطفي بشناق من تونس والفنانة العربية الفلسطينية منال موسى .
سأل البعض لماذا نوبلي فاضل !! فقلنا لأنه عاش حياته وما زال وهو يحلم بفلسطين وهو يعمل من أجل فلسطين باللحن فاللحن الموسيقى موقف كما هي الكلمة موقف ، وكيف لا يكون كذلك وهو جزائري من بلد المليون شهيد هذا البلد الذي تجمعنا به خصوصية مرتبطة بمفاهيم التضحية والعطاء والفداء من أجل التحرر ولهذا قلنا بأن التكريم سيكون للجزائر أولا" كما هو للموسيقار نوبلي ويكفينا فخرا" بان نرى شقيق الموسيقار رجل الأعمال السيد صلاح الدين نوبلي وهو يقبل درع التكريم لأنه من فلسطين.
وبالطبع تم تكريم الفنان الكبير لطفي بشناق الذي لم يتردد لمرة واحدة على أن يكون مع قضية فلسطين وشعبها الساعي للحرية والسلام وللطفي بشناق محبة خاصة في قلوب أبناء شعبنا الفلسطيني فلقد زار فلسطين وله موقف دائم داعم للقضية ويكيفينا فخرا" بأن الأستاذ لطفي بشناق سارع لإظهار إحترامه لهذا التكريم من خلال رفعه للدرع على رأسه فهذا الدرع من فلسطين وهذا التكريم من فلسطين .
اما أبنتنا منال فهي ذاك الصوت الحافظ للوطن ولعروبة الفلسطيني بكل مكان ولقد سعدت بهذا التكريم وقالت دوما" بأن التكريم من فلسطين مختلف .
بالمختصر ، فلسطين هي كلمة السر وهي الخالدة في العقل والضمير العربي وستبقى .
صحيح ، قد تكون الأخبار عن فلسطين أقل وقد تكون أهمية قضية فلسطين قد تراجعت لدى الدول العربية وقد تتجاهل وسائل الإعلام فلسطين وقضية شعبها ولكن كل ذلك لن يمس بفلسطين في قلب جزائري مثل صلاح الدين أو تونسي مثل لطفي أو فلسطينية مثل منال .
بالمختصر ، فلسطين هي مفتاح الحل وأساس السلام في المنطقة العربية وهي المكان الأفضل للتعبير عما يجمع الديانات التوحيدية الثلاث .
ولكن بدون فلسطين لن يكون هناك سلام حقيقي وطبعا" قد يكون هناك تسوية أو صفقة ، وبدون فلسطين لن تكون علاقات الدول العربية مع إسرائيل طبيعية وإن كان من الممكن أن تكون هناك علاقات سرية ومشاريع تطبيع .
بالنسبة لنا كل ما هو مطلوب وببساطة قيام دولة فلسطين على أراضينا المحتلة عام 1967 م وعاصمتنا القدس العربية ، القدس التي كانت عربية والتي ستبقى عربية كما هي فلسطين وكما هو شعب فلسطين العربي و فقط بهذا الحل سيكون هناك علاقات طبيعية تهدف الى تطوير المنطقة بكل المجالات وبذلك فقط ممكن أن يكون السلام حقيقي .
وبهذا المقام أعيد التوضيح بأنه لا يوجد صراع ديني في فلسطين فما هو بيننا وبين إسرائيل هو صراع مع محتل ، وأكرر الصراع القائم الأن هو صراع مع محتل مدعوم من قوه غاشمة لا تؤمن بالحق إنما تؤمن بالقوة وهذا المحتل وللأسف رافض لكل القرارات الدولية ورافض لتطبيق قرارات الشرعية الدولية وبمجرد إنصياع المحتل للقرارات يكون هناك مجال حقيقي لتحقيق السلام الفلسطيني - الإسرائيلي ومن ثم العربي - الإسرائيلي .
أعلم بأن البعض سيقول بأن إسرائيل لا تتجه للسلام بل للتشدد ولكن هذا لا يعني عدم تبيان حقيقة الصراع وطبيعته فكما قلت صراعنا مع المحتل ليس صراع ديني فنحن كفلسطينين وعرب منا المسلمين والمسيحين واليهود .