ماهر حسين - النجاح الإخباري - ماذا يمكن أن نقول في ذكرى رحيل الأخ أبو عمـــــار وكيف لنا أن نُحي ذكراه ؟؟ سؤال طاردني في اليومين الأخيرين فغياب ياسر عرفات الجسدي يجب أن يكون فرصة لنا لنعيد الإعتبار للوطنية الفلسطينية وللقدس ولقيم الكرامة الثورية والإستعداد للتضحية .
مثلا أظن بأننا يجب أن نهتم بزيارة ضريح الشهيد أبو عمار والمتحف الخاص به في رام الله وفي تونس ولو أمكن لنا أن نجعل له متحف في كل مكان ليكن، كما ويجب علينا أن نقوم بقراءة الفاتحة على روحه في المدارس والجامعات والمؤسسات والبيوت و يجب أن تكون خطبة الجمعة عنه ويجب على كل وسائل الإعلام الفلسطينية أن تتناول ذكراه.
في ذكرى رحيل الأخ أبو عمار كل ذلك ممكن وأكثر .
مثلا علينا أن نتحدث عنه للأبناء وللأحفاد وعلينا أن نحكيه بلهجتنا الفلسطينية وعلينا أن نتناول سيرته كما نريد وليس بالضرورة أن يكون ما نقول عنه صحيحا، وليس بالضرورة أن نقول عن أبو عمار ما يجب أن نقول، وعندما نحكيه ونحكي معه الثورة والدولة يمكن لنا أن نختلف معه كما نريد ويمكن لنا أن نتفق معه ونؤيده وكما نريد كذلك والأهم يجب أن نحكي أبو عمار فعندما نحكيه نحكي عن وطن وثورة وحرية قادمة لا محالة.
طبعا كل فلسطيني يجب أن يحكي أبو عمار وكما يريد، المعارض يجب أن يحكي أبو عمار والمؤيد يجب أن يحكي أبو عمار فالمعارضة في ذلك الزمن كانت معارضة والمؤيدين كذلك فلم تكن المعارضة مهنة ولم يكن التأييد صفة.
في ذكرى رحيل الأخ أبو عمار كل ذلك ممكن وأكثر.
وكما يجب أن نحكي ياسر عرفات يجب أن نكتبه ومن ثم نجمع ما كتبنا جميعا في كتاب واحد هو (الياسر) وهذا الكتاب يجب أن يكون نسخة واحدة فقط وعلى كل فلسطيني لإتمام وطنيته بأن يقرأ هذا الكتاب لأنه بهذا سيتم منهج الإنتماء وستكتمل وطنيته وسيكون قادرا على أن يعي الفرق بين السياسة والصفقة.
في ذكرى رحيل الأخ أبو عمار كل ذلك ممكن وأكثر.
مثلا يمكن لنا أن نزرع شجرة أو يمكن لنا أن نبحث عن أكثر شجرة يحبها ياسر عرفات فنسيمها بإسمه ونزرعها في كل حديقة وفي كل شارع وأمام كل مؤسسة وفي كل مخيم ومدينة وقرية ويمكن لنا كذلك أن نزرعها في مقابر الشهداء وفي بيوت الأسرى.
في ذكرى رحيل الأخ أبو عمار كل ذلك ممكن وأكثر.
مثلا في ذكراه ممكن أن نزور القدس وأن نصلي في الأقصى والقيامة كذلك وحتما يجب أن نزور مسجد عمر بن الخطاب وشارع صلاح الدين وقبر فيصل الحسيني وإذا لم يتمكن الفلسطيني من زيارة القدس ليذهب الى مخيم وليبحث عن ياسر عرفات هناك وسيجد له حكاية مع هذا أو ذاك وستجد بأنه قد مر من هذا المكان أو ذاك.
وكما قلت وأكرر في ذكرى رحيل الأخ أبو عمار كل ذلك ممكن وأكثر .
وبصوت عالي وبكل ما أملك من إيمان أقول للأخ أبو عمار بأننا لم نعد كما كنا ولكنه بقي فينا كما كان واكثر .
وأكرر وأقول سيدي نحن لم نعد كما كنا ولكنا بما نملك سننتصر فلقد تعلمنا أن نقول لا للظلم وللجهل وللإنقسام وللظلام وللإحتلال .
بالنهاية في ذكرى رحيل الأخ أبو عمار لنحفظ الهوية وصانعها ولنحفظ فلسطين ورمزهـــا في قلوبنا أولا" ومن ثم في عقولنا فالكثير من العقلاء أختلفوا مع ياسر ولكن الجميع لم يختلف على ياسر فهو الفلسطيني الوحيد الذي ينطبق عليه (نختلف معه ولا نختلف عليه) أحببناه بقلوبنا وعقولنا وسنبقى ونفتقده كل يوم فلقد شغلنا وشغل الدنيا بفلسطين.
في ذكرى أبو عمار أقول بأن فلسطين لم تعد كما كانت ولكنها ستبقى رغم الإنقسام ورغم الحصار ورغم التجاهل ورغم الصفقات ورغم غياب القريب وإبتعاده ففلسطين حق وقضيتنا عادلة ، وأقول للقريب قبل البعيد بأن فلسطين لا تباع ولا تشترى وشعب فلسطين لا يباع ولا يشترى فنحن شعب ياسر عرفات الذي رحل بشجاعة كما عاش .
رحمك الله سيدي .
رحمك الله قائدي .
رحمك الله يا أخ أبو عمار .