السفير عبد الناصر عطا الأعرج - النجاح الإخباري - تعتبر البرازيل من الدول الداعمة للقضية الفلسطينية تاريخيا وحتى يومنا هذا ، وللعلم فإن البرازيل تحكمها علاقة جيدة مع الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية العادلة .
فالشعب البرازيلي بقياداتة و أحزابه وإتحاداته النقابية والعمالية والطلابية والنسائية والجماهيرية ، كان ولا زال الى جانب عدالة القضية الفلسطينية .
لقد ربح الرئيس جايير بولسونارو كريئسا منتخبا للبرازيل وسيتم تنصيبه في في كانون الأول من هذا العام ، ليتسلم سدة الحكم ، وسيتسلم مهام عمله كرئيس لأكبر دولة في قارة امريكا اللاتينية مساحةً وسكاناً.
إن تصريح الرئيس بولسونارو أثناء دعايته الانتخابية بنقل سفارة بلاده من تل ابيب الى القدس ليس بالسهل تنفيذه ، لأن دولة كالبرازيل ورغم وجود جالية كبيرة من اليهود وهم من كبار رجال الاقتصاد والمستثمرين ، ولكن علينا أن نتذكر أن هناك أكثر من (20 ) مليون برازيلي من أصول عربية منهم ما يقارب المليون فلسطيني .
وعلينا أن لا ننسى أيضا أن هناك ما نسبته 15% من أعضاء البرلمان البرازيلي هم أيضا من أصول عربيه .
إن الشعب الفلسطيني وقيادته تاريخيا ، لم ولن تنكر أو تتنكر للدعم السياسي والاقتصادي والثقافي للقضية والشعب الفلسطيني عبر التاريخ .
لقد كان للبرازيل مواقف مشرفه اثناء حصار الزعيم الراحل ياسر عرفات في العام 2002 ، حيث خرجت المظاهرات في كافة شوارع المدن البرازيلية وأمام سفارات الولايات المتحدة الأمريكية و ( إسرائيل ) مستنكره وشاجبه لهذا الحصار غير الاخلاقي .
وكذلك الوفود البرازيلية من ساسه وإقتصاديين الذين زاروا فلسطين خلال العامين الماضيين ، والتقوا بالرئيس محمود عباس ، كذلك الوفود من رجال الاقتصاد الذين وصلوا الى فلسطين ، وزاروا عدة محافظات وغرف تجاريه في المدن الفلسطينية والتقوا برجال أعمال فلسطينيين ايضا .
وكذلك الرئيس البرازيلي السابق لولا دا سيلفا الذي زار فلسطين ، مستهلاً زيارته مدينة بيت لحم مهد السيد المسيح ، لينطلق بعد ذلك لزيارة مدينة رام الله ودشن فيها شارعاً يحمل اسم بلاه البرازيل بمحاذاة مبنى المقاطعة ، ووضع اكليلاً من الورود على ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات ، وافتتح مكتب التمثيل البرازيلي في مدينة رام الله في العام 2004 .
وقد وقع في حينه الجانبان الفلسطيني والبرازيلي عدة اتفاقيات قدمت بموجبها البرازيل دعما مالياً في مجالات الصحة والتعليم والثقافة والشباب .
أما بما يخص حديث الرئيس البرازيلي المنتخب عن نقل السفارة البرازيلية للقدس الذي أعلنه في دعايته الانتخابية ، فانني أرى كوجهة نطر من خلال تحليل الوضع السايسي في البرازيل ، بأن هذا القرار لن يدخل حيز التنفيذ ، لا بل سيعلن بولسونارو التراجع عنه ، ولكنه في الوقت الحالي ينتظر جلوسه على سدة الحكم وعمل الترتيبات الخاصة به وبشؤون بلاده .
إن الرئيس البرازيلي الجديد لن يخالف ما يطالب به ( 40 ) مليون من حزب العمال البرازيلي المناصر جداً للقضية الفلسطينية .
لذلك أعتقد جازمأً أن الرئيس بولسونارو سيتراجع عن قراره ، وقد المح ذلك قبل أيام حينما أعلن أن هذا القرار بحاجه الى تقييم ودراسه قبل تنفيذه رسمياً.
لذلك ستبقى البرازيل بشعبها وأحزابها وقياداتها الجهة المساندة للقضية والشعب الفلسطيني ، كما كانت ، ومع ذلك قإن المطلوب فلسطينياً :-
- على الفلسطينين تقوية علاقاتهم مع دول أمريكا اللاتينية .
- على القيادات والفصائل الفلسطينية التواصل مع كافة دول القارة وأحزابها وخاصة المناصرة جداُ لفلسطين، ودعم جهود الجاليات الفلسطينية والعربية هنا.
- تقوية التبادل الاقتصادي والثقافي والدبلوماسي مع دول أمريكا اللاتينة .
- رغم نجاح الدبلوماسية الفلسطينية المشهود له ، مطلوب التدوير في سفراء ودبلوماسيي القاره في السفارات الفلسطينية في القارة ، كون أن البعض منهم قضى أكثر من 10 سنوات في بعض تلك الدول ولا زال .