جهاد قاسم - النجاح الإخباري - اذا كنت صاحب موقع اخباري او صفحة ما على الفيس بوك وتهتم بالشأن الفلسطيني فان اكثر الاسئلة يمكن ان تطرحها وتعطي عليها تفاعلا كبيرا هو من سيخلف الرئيس الفلسطيني محمود عباس و رئيس الوزراء د.رامي الحمدلله ، لكن عليك ان تسأل نفسك لماذا هذا السؤال في هذا الوقت، وهل حقا تطرحة بمنطقية الوضع السياسي الحالي ام كرها في شخصية ما او لغاية في نفس يعقوب.
ولا يختلف الوضع هذا عن كثير من الصفحات الاسرائيلية او الصحف العبرية التي كانت تريد تطويق رفض الرئيس لصفقة القرن وتطرح السؤال القديم الجديد من سيخلفه ، او عندما تريد تعطيل المصالحة الفلسطينية وتطرح السؤال القديم الجديد ايضا من سيكون رئيس الحكومة الجديد.
وسواء كنت مع هذا السؤال او لا فانه لا بد من دراسة المتغيرات والخفايا الحقيقية وراء كل من يسأل هذا السؤال مع تفهمي الكامل لاي مواطن عادي يقوم بطرح السؤال بشكل طبيعي لمعرفة المرحلة المقبلة فهو مواطن من حقه ان يعلم اي خارطة بلاده ستسير.
وبالنظر الى ملف خلافة الرئيس فانه من المستغرب ان يستمر هذا السؤال وان يصبح الملف الشاغل كون الامور اصلا معروفة ،ولا تحتاج هذه الخزعبلات .
ومع تصفحي لبعض الوكالات اليوم فاني رأيت مقالا كاملا لاحد الكتاب يطرح شخصية ما لرئاسة الحكومة الفلسطينية ، وكأن المصالحة قد تحققت وقد تم التوافق بين حركتي حماس وفتح على حكومة جديدة وكانت شخصية رئيس الحكومة السبب في تعطلها !!.
لا نؤمن بالمبدأ الذي اصبح متعارفا عليه في الساحة العربية وهو مبدأ التسحيج لكي نمدح شخصا ما ، لكن في نفس الوقت لا نؤمن ايضا بمبدأ ان تكون مسحجا في يوم كنت تملك فيه كما كبيرا من المزايا وان تتحول في ليلة وضحاها الى ناكر للمعروف والجميل وتحويل القضايا الشخصية الى قضايا رأي عام وكأن القارئ لا يفهم مغزاها ولا يربط الامور ببعضها ، فالساحة واخبارها مكشوفة والمواطن الفلسطيني من اكثر المواطنين الذي ينظرون ويتفحصون الاخبار والخفايا الصغيرة .
لا اقول من خلال هذا الكلام ان رئيس الحكومة د.رامي الحمدلله يجب ان يستمر لاخر يوم ، لكن لا ننسى ان ما يميز الحكومة في وضعها الحالي انها نتاج لتوافق فلسطيني فلسطيني حتى وان لم يتحقق لكنها هي الحكومة التي اطلق عليها حكومة التوافق الوطنية ، وربما هذا الانجاز يجب ان يستمر في هذه المرحلة .
وان كنا لا نريد ان نبعد كثيرا عن القضايا الداخلية ، فان الانظار تتجه الى اجتماع المجلس المركزي في 26 من الشهر الجاري بدعوة من تنفيذية منظمة التحرير ، لكن لا نخفي ايضا ان الاجتماع يأتي في ظروف خارجية جديدة صعبة على عكس الظروف الداخلية المعروفة ، فالمواقف الامريكية كانت سببا رئيسيا لهذا الاجتماع الذي اظن ان قراراته ستتجلي بالبعد الخارجي اكثر من الداخلي ، فمنطق البحث عن وسطاء ومانحين جدد اكثر اهمية الان من النظر الى تغيير الحكومة ، ومنطق مواجهة القرارات الامريكية واسرائيل بالمنظومة الدولية والمؤسساتية نفسها هي اكثر اهمية الان من تغيير شخص رئيس الحكومة مع التأكيد على اهمية معالجة ملف الانقسام الاسود.
والكلام الكثير يضر والقليل يفيد , فإن من حق أي صحفي أو مواطن حرية الرأي والتعبير بل وحتى اقتحام تابوات مغلقة لكن أن يكون الحديث هدفه الرئيسي التهرب من دفع مستحقات كهرباء فهذه لا يقبل بها صحفي حتى لو كان كبير (السحيجة) .