فهمي شراب - النجاح الإخباري - "هناك خلافا بين فتح وحماس قديم قدم اتفاق أوسلو، وتعمق هذا الخلاف بإقدام حماس على الانقلاب ضد السلطة الشرعية، وهناك معلقات طويلة من الاتهامات المتبادلة وأخشى أن يصدق الرأي العام ما يسمع وما يقرأ. وسوف اختصر ما أريد قوله بكلمتين وبأعلى صوتي: حماس لن تخون وفتح لن تخون،، والأفضل وطنيا لم شمل فتح وحماس بأقصى سرعة لإسقاط صفقة القرن سواء كانت سياسية أو إنسانية وغزة التي تصنع الحدث الوطني أنحني إجلالا لشهدائها وجرحاها وأبطالها، والى الأمام يا غزة وما النصر إلا صبر ساعة".
هذه الفقرة السابقة كتبها بالأمس فقط القيادي في حركة فتح أحمد عبد الرحمن، لخص فيها ما كان يجب ان يكون منذ عدة سنوات، ولكن، وبرغم كارثية تأخرنا في إتمام المصالحة، وبرغم الأعداد الكبيرة التي فقدناها من شهداء ومرضى توفوا دون تمكنهم من الخروج للعلاج، وبرغم تراجع الحالة الإنسانية وحالة التيه والضياع التي يعشها جمهور قطاع غزة إلا أن الوقت لم يفت بعد، وما زال الأمل منعقدا على نفس الأدوات التي كانت سببا في الانقسام، فبإمكانها الآن هي نفسها أن تكون جزءا من الحل.. وان تضع نهاية لهذا المشهد السريالي الدراماتيكي الكارثي غير المسبوق.
لقد بات من المسلم به أن المواطن في قطاع غزة لا يهمه من المتسبب بالانقسام أو من المخطئ ولماذا اخطأ. إن المواطن لا يهمه الآن سوى إمداده بأسباب الحياة التي هي على وشك النفاد. فقد أحاطت الهموم اليومية المتزايدة والأزمات المتتالية بالمواطن إحاطة السوار بالمعصم. أنهكت قواه مهمة البحث عن لقمة العيش والبحث عن ثمن العلاج.
هذا انقسام أخذ تمدد أفقيا ورأسيا، واخذ أشكالاً مؤسساتية وفكرية وجغرافية لعدة سنوات، ليس من السهل العودة الكريمة للسلطة الفلسطينية كما كانت بين عشية و ضحاها. ويجب على العنوان العريض المتمثل في السلطة الفلسطينية- منظمة التحرير- والتي لها شرعية دولية وتتلقى الأموال بشكل منتظم أن تحتوي الفئات جميعا في قطاع غزة مهما كانت مشاربهم السابقة واختلاف أيدلوجياتهم، وعدم محاربة جزء من نسيج المجتمع.
اعتقد من بيده مفاتيح إنهاء الأزمات جميعا هي السلطة الفلسطينية وعليها أن تخطو خطوات تتلاءم مع مكانتها وتبتعد عن شخصنة المواضيع والملفات، وعدم الالتفات لبعض قيادات حماس التي قد تأتي أحياناً بعض تصريحاتهم بشكل توتيري. كما ان النصيحة الذهبية الصادقة هنا أن تمد السلطة يدها إلى اصحب القرار الايجابي وصاحب الرؤية الوطنية السليمة الأخ يحيى السنوار، الذي استعد ان يقدم ويضحي ويتنازل في اتجاه المصالحة من اجل إتمامها، من اجل دعم وتعزيز الجبهة الحمساوية المرنة والأقرب لإنجاح المصالحة، حتى لا تزداد ثقل القيادات التي لا تريد المصالحة وتستفيد من الانقسام. يجب تفويت الفرصة على القطط السمان في كل فصيل وحزب ومن اجل استعادة نظام سياسي فلسطيني واحد لاسترداد ما خسرته القضية الفلسطينية من كرامة ودعم عربي إسلامي من جديد.
فمن المعروف أن حركة حماس الآن تعاني من عدة أزمات منها ( الحصار – مواقف الدول الإقليمية- أزمة مالية الخ...) فإذا لم تتقدم السلطة الفلسطينية بإتمام المصالحة وإشراك حماس بشكل حقيقي، فان المتغيرات الإقليمية قد تتغير بوتيرة سريعة و مفاجأة، وتأتي في غير صالح السلطة الفلسطينية، فإنها الآن فرصة للسلطة لكي تنجح على الصعيد الداخلي في ضوء فشل المفاوضات وتراجع الحالة الفلسطينية وعنجهية ترامب وعنصريته، وتراجع النظام العربي عن دعم القضية الفلسطينية وانشغاله في معاركه الخارجية والداخلية، والتي يكمن حل هذه المشاكل على حساب القضية الفلسطينية.