السفير عبدالناصر عطا الاعرج - النجاح الإخباري - أثبتت الظروف ألاخيرة والتاريخ قبل ذلك ، أن الاردن وفلسطين يقفان في خط واحد عندما تستهدف القدس و فلسطين أو الشعب الفلسطيني ، ربما يخسر الاردن ويصاب بضيق الحال عندما يقف ثابتا وصامد مع الثوابت الوطنية ولكن هذا حال الاردن وسيبقى مع القضية الفلسطينية مهما كلّف الثمن .
تلقيت قبل أيام دعوة من استاذي الدكتور عمر الحضرمي أستاذ الدبلوماسية والعلوم السياسية ، وكوني أحد طلبة الجامعة والتي أنهيت الان فيها دراسة الماجستير في العلوم السياسية وهي الماجستير الثانية لي بعد الرياضيات وكون بت من عشاق أصحاب المواقف السياسية الصادقة ، كان لا بد لي من قبول الدعوة وألاستماع والمشاركة في ندوة لدولة رئيس الوزراء السابق والعلامة في السياسية الاردنية والعربية الدكتور عبدالسلام المجالي والذي صرح وبصريح العبارة :- ( كنت ولازلت وسأبقى حتى النخاع عربيا قوميا حريصا على فلسطين كحرصي على بيتي الذي أعيش فيه ) ولقد استمعت جيدا أيضا عندما حاضر بالحضور من ساسة ومحاضرين في الجامعة ووزراء سابقين وطلبة وقال ( ان الاردن وفلسطين يقفان معا دون مساعدة حقيقية من قبل بعض الدول العربية في مواجهة المخططات الاسرائيلية، بما في ذلك التصدي لتهويد القدس ونقل السفارة الامريكية اليها، الى جانب تمسكنا بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وخاصة حقه في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ) .
ان هذه الكلمات التي صرح بها دولة الرئيس هي ليس موقفه فقط ، وليس موقف العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني فقط ، بل هي موقف عامة الشعب الاردني الذي يتألم على كل قطرة دم فلسطينية تسقط على الارض الفلسطينية ، انك تسمع هذا الشعور أينما ذهبت سواء كان ذلك في دائرة حكومية أو عند سماعك طبقة المثقفين في المملكة أو في السوق أو في ألارياف والبادية ألاردنية .
ان الله سبحانه وتعالى عندما خص القدس بالذكر وبمن حولهإ في قولة في كتابة الكريم (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ {1}). (الإسراء) فان هذا يدل دلالة واضحة على أن القدس الشريف هي ليست وحدها بل هي المدينة الوحيدة التي التقت حولها جميع أطياف الشعب الأردني نظاماً وحكومة وأحزاباً وشارعاً ، لذلك فان القدس هي واجهة الكرامة كما يصفها المراقبون هنا في الاردن ، فهي بالنسبة للأردنيين مهما اختلفت أصولهم ومنابتهم ألامانة والعهدة وستبقى كذلك .
ولأجل ذلك احتشدت شوارع الاردن في كل محاولة من شأنها ان تؤثر سلبا على المقدسات الاسلامية والمسيحية في جميع المدن والمحافظات في مسيرات جماهيرية حاشدة للتعبير عن غضبهم إزاء ما يخطط للمدينة المقدسة، وربما تحت أنظار بعض الدول العربية. ومن هنا تتمتع القدس بخصوصية بالنسبة للأردن ، حيث نصت معاهدة السلام الاردنية الاسرائيلية - وادي عربة" عام 1994 والتي كان الدكتور عبدالسلام المجالي نفسه رئيسا للوفد الاردني المفاوض في حينه ، على أن تكون الأماكن المقدسة في القدس خاضعة للولاية الأردنية وهذا ما أكدت القيادة الفلسطينية بالتوافق مع كافة فصائلها الوطنية والاسلامية .
ونحن نقول ستبقى الاردن للاردنيين وفلسطين للفلسطنيين ، فلن يرحل الفلسطينيون عن وطنهم ولن تتكرر النكبة ولا النكسة طالما أن الام الفسطينية تنجب وتلد ذكورا واناث ، واثبتت الوقائع أن من ولدوا بعد اتفاق اوسلو هم من يتصدرون بالمقاومة الشعبية سواء في حدود غزة أو في الضفة أ والقدس لقوات الاحتلال ، واثبت الواقع ايضا أن جيش الاحتلال لم يستطيع ان يستمر في زرع كاميرات على أبواب الاقصى عندما وقف هؤلاء الشباب مسيحيين ومسلمين يصلون على أبواب الاقصى وفي يوم الجمعه . فلطالما المساجد والكنائس موجودة وباقية ، و يدوي في القدس أصوات ألاذان ودقات أجراس الكنائس ، فستبقى القدس وفلسطين محفوظة بحفظ الله ورعايتة ، وأيضا بقلوب الفلسطينين والاردنيين وكل عربي ومسلم وكل حر في هذا العالم ، وهنا لابد لي أن أستمر في كل مقال بالاشادة والتقدير بأحرار العالم في دول القارة اللاتينية شعوبا وقيادات ، وفي أوروبا وأفريقيا ، وحتى في الشعب الامريكي نفسة والذي عارض جزء كبير منه قرار رئيس بلادهم بقرارتة المتعلقة بفلسطين والقدس .
ولا بد بِنَا أن نقول : "إذا كانت الأردن هي بوابة العبور لنجدة القدس والمقدسات ، فإننا كنا ولا زلنا نؤكد أنّ المسجد الأقصى هو قضية كلّ مسلم وكل مسلمة وهو قضية كل عربي وكل عربية لذلك يشرفنا أن ننادي من هنا في الاردن حكام وشعوب الأمة الإسلامية والعالم العربي ونقول لهم إن كلّ حجر في المسجد الأقصى يناديكم وإنّ كلّ ذرة تراب في القدس الشريف تناديكم وإنّ كلّ مسجد وإنّ كلّ كنيسة وإن كلّ حارة في القدس تناديكم وتقول لكم: يا مسلمي العالم أيها العالم العربي أيها الحكام أيها الشعوب نحن بانتظاركم ولا تتركوا فلسطين والأردن في المواجهة لوحدهم ".