منال الزعبي - النجاح الإخباري - يغلب اهتمام القوى المتحكِّمة بمظاهرها وزركشة أدَّق الأحداث وسط تحفّظ شديد على بواطن الأمور.
بعد الفساد الذي عاثته المدللتان أمريكا وروسيا في المنطقة، بناءً على خطة مدروسة من قوى تعرف جيِّدًا من أين تؤكل الكتف، ويبدو أنَّ السعودية كانت الأدسم والأجوع لتغييرات تنفّس الكبت لنفوس جوعى للفسق، والتي اختتمت الربيع العربي الزائف بخريف اجتاح المنطقة فأفسدت ريحه العرب جمعًا وتفصيلًا.
ترامب التاجر الذي يجيد عقد الصفقات ويحصد الأرباح يتعامل مع قضايا الشرق الأوسط كرجل "كاوبوي" وقطيع من البقر!
وعلى الوليمة السورية يحضر على جدول الأعمال الأميركي ما تريده روسيا سواء في سورية أو في أوكرانيا أو في ملف العقوبات.
وعلى طبع الأثرياء ومصالحهم الشخصية والشخصيَّة جدًا يلحُّ الرئيس الأميركي على طلب عقد قمة مع الرئيس الروسي.
إذ يوفر التفاهم مع روسيا مخارج تفاوضية تواكب استحقاقات أميركية داهمة ومقبلة، لا أمل من الفوز بها بخيار التصعيد.
وينتهج الجانب الأمريكي خيار التفاوض الذي لن ينحج إلا بالتفاهم مع موسكو وبكين.
هذه النوايا التي ظهرت خلال زيارة رئيس المخابرات ووزير الخارجية "بومبيو" إلى كوريا ولقاؤه زعيمها "كيم جونغ أون".
من هنا يأتي اصرار ترامب على عقد قمة مع روسيا تقوم على هدفين يتمثل أحدهما في تقديم ضمانات تشكل مخرجاً مناسباً للرئيس الأميركي تتيح طي ملف التفاهم النووي الإيراني إيجاباً، والآخر في توفير دعمًا لإنجاح التفاوض مع كوريا الشمالية.
هذه القمَّة التي لا تشبه القمم العربية الـ(29) قد تكون تاريخيَّة إن عقدت بعد هذه الفوضى العارمة على جميع الأصعدة الاقتصادية والمالية والعسكرية والسياسية التي أحدثتها صفقة القرن - بقيادة أمريكية روسية - في المنطقة، ما جعلها بحاجة لحسم الملفات المصيرية والحساسة على مستوى العالم.
وفي قوانين الحروب لا يمكن التنبؤ بشكل حاسم بل تترك التطورات ترسم السياق.
أمَّا فلسطين فهي اللقمة الغير مستساغة والعصيّة على الهضم والتي تقف غصَّة في حلق تلك القوى الاستعمارية الحريصة على أمن اسرائيل في ظلّ التصعيد الفلسطيني الذي سيبلغ الذروة منتصف الشهر القادم تزامنًا مع ذكرى النكبة في ظلِّ التوقعات بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ما يُعرّض المنطقة إلى عاصفة هوجاء لن تنفع معها تكتيكات القوى الحاكمة.