د. هشام أبو هاشم - النجاح الإخباري - يعاني النظام السياسي الفلسطيني منذ العام 2007م من تداخل في الصلاحيات بفعل سيطرة حماس على قطاع غزة، فرغم ما حققته القيادة الفلسطينية من انتصارات دبلوماسية على الصعيد الدولي إلا أن الانقسام الفلسطيني يراوح مكانه، ورغم كافة الدعوات والمؤتمرات التي عقدت في العديد من عواصم الدول العربية ودعوات القيادة الفلسطينية بمطالبة حركة حماس إنهاء سيطرتها على قطاع غزة والدخول ضمن النظام السياسي الفلسطيني والمتمثل في المجلس الوطني الفلسطيني والجهد الكبير التي بذلته ولا زالت جمهورية مصر العربية والمتمثلة بجهاز المخابرات العامة إلا ان تلك الجهود والمؤتمرات لم تجدي بتسليم حركة حماس قطاع غزة إلى الحكومة الشرعية.
فمنذ الثلاثون من آذار عام 2018م هناك إمكانية أمام حركة حماس مراجعة حساباتها بخصوص ما آلت إليه الأوضاع في قطاع غزة، بعدما تجلت روح الوحدة الوطنية في مسيرة العودة الكبرى والمطالبة بالحقوق الوطنية الفلسطينية ووضع المجتمع الدولي عند مسؤولياته، ورغم المؤامرة والانحياز الكامل من قبل الإدارة الأمريكية لدولة الاحتلال الصهيوني والتي تهدف إلى انهاء القضية الفلسطينية عبر صفقات ومشاريع مشبوهة لا تعطي أدني حق للشعب الفلسطيني واقتصرت على الوضع الإنساني بقطاع غزة فقط، وما يتم تداوله عبر وسائل الاعلام اليوم أيضاً عن استعداد جهات أوروبية التعامل مع حركة حماس على الصعيد الإنساني بحيث تكون تحت عنوان الأمن مقابل الغذاء، فهل أصبحت قضايانا الوطنية انسانية فقط أم هي قضية وطنية سياسية.
رسالتي إلى حركة حماس التي قدمت الشهداء والأسرى في سبيل الحرية والاستقلال بأن تفكر جيدا وأن لا تجعل التاريخ يلعنها ولا تجعل الجرح الفلسطيني ينزف على دماء الفرقة بين شقي الوطن والفرقة بين أبناء الوطن الواحد، ويبقى الانقسام قائم ولم توحدهم دماء شهداء مسيرة العودة ونحن في شهر الشهداء والأسرى، ولم توحدهم القدس فكيف لنا أن نسجل انتصاراً ونحن منقسمون أمام عدو مجرم، لذا فأمام حركة حماس فرصة تاريخية ومهمة في هذا التوقيت وقبل فوات الأوان بأن تقوم حماس بخطوة وطنية وجريئة بتسليم كافة الصلاحيات لحكومة الوفاق الوطني وتكون جزءاً أصيلاً من الكل الفلسطيني، وتدخل ضمن النظام السياسي الفلسطيني والمتمثل في منظمة التحرير الفلسطينية والاتفاق على استراتيجية وطنية بحيث يكون هناك اجماع وطني فلسطيني حول أي قرار يتم اتخاذه سواء على صعيد المقاومة والمفاوضات والثوابت الفلسطينية.
التوقيت صعب وحساس فالمرحلة الحالية هي أخطر مرحلة تمر بها قضيتنا الفلسطينية فلا مجال أمامنا إلا أن نتوحد لأن الوحدة الوطنية في هذا التوقيت فرض عين على كل فلسطيني.