حمدي فراج - النجاح الإخباري - لم نفهم إن كان النظام السوري قد استخدم السلاح الكيماوي في دوما أم لم يستخدمه . قصف سوريا بما يزيد على مئة صاروخ كروز وتوماهوك جديدة وأنيقة ومجنحة ، لم يحسم المسألة ، حتى عندما نجح الرئيس ترامب باستدراج بريطانيا وفرنسا مشاركته في القصف واستخدام قواعد من اربع دول عربية شقيقة ، كل هذا لم يحسم إن كان النظام قد استخدم الكيماوي أم لا ، وبقينا نحن عامة الناس على سطح هذا الكوكب ، نهب ما يقوله الساسة هنا او هناك ، ولهذا فشل مجلس الأمن في اتخاذ أي قرار ، لكن القرار الأخطر المتعلق بشن الحرب على دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة ، لم يكن بحاجة إلا إلى جملة أو جملتين على تويتر .

كنا نعتقد انه مع انتشار وسائل الإعلام الإلكترونية الهائلة والرهيبة ، لن يكون بإمكان الزعماء الكذبة الإفلات بأكاذيبهم وافتراءاتهم وبالتالي جرائم حروبهم ، في الماضي كنا نعتمد الكلمة المطبوعة في الصحف والمجلات لإثبات أن هذا الحدث قد حدث أم لا ، ثم اصبحنا نعتمد السمع لهذه المحطة أو تلك ، ثم مشاهدة التلفزيون حتى لو لم يكن هذا إلا ليحشي أدمغتنا بما يريد النظام الحاكم المالك لهذا الجهاز ، لكن بعد ذلك أصبحت هناك فضائيات بكل اللغات وكل الجهات . واليوم بعد أن اصبح لكل إنسان صحيفته الخاصة به وإذاعته وتلفزيونه ، يدسه في جيبه ، ويستطيع التواصل مع كل الناس حتى في دوما نفسها ، بدون أن يتكلف ذلك فلسا واحدا ، فلماذا نبقى رهن الادعاءات والأكاذيب ، حتى ليخيل لي أن أكاذيب أيام الزمان السحيق كانت اقل عددا ووطأة من أكاذيب اليوم ، حين كانت الطريقة الوحيدة لإثبات انه تم قتل شخص معين ، إحضار راسه .

بعيد عودة عرفات إلى "غزة وأريحا أولا" قيل له أن هناك انشقاقا في الجبهة الشعبية ، فقال اسمعوني إياه ، وعندما قيل له أن جاسوسا اعترف بأنه تلقى تعليمات من أسيادة في المخابرات الاسرائيلية بإطلاق النار على المصلين اليهود في قبر راحيل ، قال : اسمعوني إياه ، وبالفعل أسمعوه الأول والثاني ، أيا من الإسماعين لم يكن صحيحا ، لكن أبو عمار صدق واعتمد .

هل صحيح أن القمة العربية الأخيرة التي رغم أنها أطلقت على دورتها الأخيرة قمة القدس ، ستعارض صفقة القرن ، وأنها لن تقبل إلا بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية ، وهي الصفقة ، خلال شهر واحد ستبدأ تجليات تنفيذ بنودها في احتفالات إسرائيل بما يسمى عيد استقلالها السبعين؟.

***

يا قدس لِمىّ الجناح.. قلبي مسكون بَيَمام غريب الوطـن / حبّيته.. يوم ما رطـن/ يوم ما التهم خضرتِـك ، فدان ورا فـدان / يوم ما طرد أسرتــك، إنسان ورا إنسان / يوم ما هدم مدنتك وَكَسَّر الصُّلبان / يا قدس لّمي جناحك وارجعي تاني / لا تصدقي قولي..ولا تئتمني أحضاني / نامي في حضن العدو ، هوه العدو الأول / يا قدس..خافي قوي..من العدو الثاني / الأفعى ورا ضحكتي..والموت في أسناني / "عبد الرحمن الابنودي" .