د. هشام أبو هاشم - النجاح الإخباري - تزامنت مسيرة العودة الكبرى مع حالة من الشعور بالإحباط على المستوى الشعبي والفصائلي وذلك بعد اعلان ترامب في السادس من كانون أول عام 2017م بأن القدس عاصمة لإسرائيل ، وبدأت من ذلك المواجهات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والشبان الفلسطينيون .
انطلقت مسيرة العودة في الثلاثين من آذار وذلك بمناسبة يوم الأرض فقد كانت لتلك المسيرة رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي بأن الشعب الفلسطيني بكافة فصائله شعب أعزل عاني على مدار 70 عاماً من التهجير القسري والدمار الذي لحق بهم من آلة البطش الصهيونية، بالإضافة إلى القتل والحصار الذي تمارسه ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، ومن هنا فاقت مسيرة العودة كافة التوقعات على الصعيد الإقليمي والدولي ، كذلك اربكت حسابات المؤسسة الأمنية والسياسية الصهيونية، فمن الملاحظ ومنذ انطلاق المسيرة هناك عشرات بل مئات التقارير التي صدرت عن المؤسسة الصهيونية في كيفية التعامل معها بهدف افشالها لكن المسيرة شقت طريقها بفعل الشباب الذي انتظر عقد من الزمن على حصار إسرائيل لقطاع غزة، لقد جاءت مسيرة العودة في ظروف حساسة جداً على القضية الفلسطينية، فقد استطاعت أن تثبت للقاصي والداني بانه لا تفريط في الثوابت الفلسطينية وخاصة حق العودة للاجئين الفلسطينيين على مدنهم وقراهم التي هجروا منها حسب قرارات الشرعية الدولية واستطاعت أيضاً وضع القضية الفلسطينية على سلم أولويات المجتمع الدولي، فقد وحدت مسيرة العودة مواقف الفصائل الفلسطينية حول ركيزة واحدة وهي توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني أمام العدوان الصهيوني وقد سارعت القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس منذ اللحظة الأولى إلى تبني الموقف وأدان بشدة استهداف المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة بالإضافة إلى اصدار تعليماته إلى مندوب فلسطين في الأمم المتحدة المطالبة بتشكيل لجنة تحقيق دولية في الجرائم التي تمارسها قوات الاحتلال الصهيوني . لذا فإن مسيرة العودة تعتبر فرصة نادرة ولن تتكرر طالما لم تستثمر بشكل جيد لان حجم العنصر البشري والمكان اعطي المسيرة هذا الزخم فالمطلوب منا جميعا بأن نعمل على أن تتواصل تلك المسيرة وفضح ممارسات الاحتلال الصهيوني أمام المجتمع الدولي نحن بحاجة إلى وضع استراتيجية وطنية لضمان سلميتها استمراريتها والعمل جنبا إلى جنب مع القيادة السياسية الفلسطينية لأن المسيرة بحاجة إلى حاضنة سياسية قادرة على اعدادها لضمان استمراريتها وديمومتها بكافة الأشكال.
hishamabuhashem@gmail.com