حمدي فراج - النجاح الإخباري - بعد جملة "لا ابرياء عند حدود غزة" التي اطلقها وزير الأمن الاسرائيلي من أصول روسية "افيغدور ليبرمان" في معرض تبريره لقتل اثنين وثلاثين فلسطينيا خلال يومين "جمعتين" ، انضم إليه وزير المالية من اصول ليبية موشيه كحلون في ترديد نفس الجملة .
صبيحة السبت الماضي ، عقب الجمعة الثانية من مسيرة العودة التي يشارك فيها عشرات الآف الناس "غير الابرياء"، من وجهة نظر الوزيرين ، أعلن عن استشهاد الصحفي ياسر مرتجى، فكيف يصف وزير الأمن قتل هذا الصحفي برصاص قناص من ضمن مئة قناص نشرهم ليبرمان نفسه على الحدود ، مهمتهم اطلاق رصاصة واحدة على الهدف عبر نواظير غاية في التقريب والتوضيح ، الهدف هنا ليس الانسان إن كان طفلا أو صحفيا أو مسعفا ، بل رأسه أو قلبه ، لتكون الطلقة قاتلة ؟!.
كان تبرير الوزير انهم في جيش الاحتلال لديهم معلومات ان «حماس» ترسل عناصرها منتحلين شخصيات غير شخصياتهم ، ومن ضمن هذا الانتحال صحفيين ، فقنصوا ياسر مرتجى في صدره ظنا منهم انه قسامي منتحل . أما وقد تبين لوزير الأمن وللعالم اجمع ان مرتجى لم يكن منتحلا ولم يكن حتى منتميا لحركة حماس ولا لأي فصيل آخر كما أعلنت والدته ، فماذا هم فاعلون؟ وكيف سيعتذرون لوالدته وزوجته وأطفاله؟ هل يذهب رئيس اسرائيل فيركع بين يدي عائلته كما فعل الملك حسين ذات مرة؟ أم ان التبرير جاهز وهو أن من انه لا سلام مع غزة كي يتمكنوا من دخولها؟ وماذا عن الاعتذار لقيادة الشعب في رام الله؟ أم ان التبرير جاهز وهو أن غزة على شفى انفصال عن السلطة .
هل سمعتم كيف تحايل ترامب بإعطاء القدس لاسرائيل التي احتلتها احتلالا عسكريا قبل خمسين سنة ، بتبرير ذلك على أنه قرار للكونغرس قبل ما يزيد على عشرين سنة ، وقام هو بمجرد التنفيذ . إذن ما الذي يمنع الكونغرس بعد وقت ما ان يمنح الضفة كلها لاسرائيل؟ وما الذي يمنعه من منح الجولان أو نهر الاردن أو العقبة أو الغوطة أو كركوك أو العريش أو الليطاني أو أي بقعة عربية لإسرائيل؟ بغض النظر عن ان كانت قيمتها توازي قيمة القدس او اكثر او اقل ، لنكتشف ان هذه الارض كأنها ليست ارضنا ، او كأننا نقطنها كسكان بالايجار من امريكا او من اسرائيل فحان وقت اخلائنا منها!!.
كيف سيتم تبرير عقد جلسة المجلس الوطني نهاية الشهر الجاري من انها جلسة الوحدة ورص الصفوف لمواجهة صفقة القرن وهي تنذر بحالة جديدة من الانقسام والتشرذم ؟
لا يقتصر التحايل على الساسة والافاكين ، فقد قيل ان رجلا اقسم ليطأنّ امرأته نهارا في رمضان ، فسجن نفسه في مأزق القسم من جهة وفساد الصوم بالجماع من جهة ثانية ، فأفتاه الإمام أبو حنيفة رحمه الله ان يسافر بزوجته ، فيحل الإفطار شرعا وبالتالي الجماع نهارا .