عباس زكي - النجاح الإخباري - يوم 30 آذار عام 1976 تعاظمت المأساة باستهداف اهلنا في فلسطين التاريخية بمحاولات مصادرة الارض في المثلث والجليل والنقب تحت حجج واهية ومؤامرة صهيونية استيطانية لم تنطل على احد.
كان يوم تنفيذ القرار الفلسطيني وبتخطيط مسبق ومحكم من قيادات اهلنا في الداخل لمواجهة من تجاهلوا الاعراف والتقاليد واستمروا بسياسة العدوان الاستيطاني الإجلائي التوسعي فقالوا كلمتهم التي رغم عشرات الجرحى والشهداء .. هزت الارض واستقطبت كل الشعب الفلسطيني في المواجهة والتحدي الذي لا يخاف ... فالتحية لأرواح الشهداء والتحية الى المسيرات الشعبية التي انتصرت لأراضي قرى أقُرط وكفر برعم وعرابة البطوف ودير حنا والى العنوان الابرز سخنين الى الشهداء الستة رجالا، حيث جسدوا بدمهم وحدة الموقف الفلسطيني ليس فقط في الداخل والضفة والقطاع وانما على امتداد التواجد الفلسطيني على امتداد العام.
لقد شكل اليوم احد أهم العناوين كيوم الكرامة ... كيوم انطلاق الثورة ... كيوم التمرد وإعلان الدولة، وعليه يحتفل به من كل عام وتتصاعد الفعاليات طردياً في المواجهة مع استمرار الاحتلال بالمصادرة والتهويد كما الحال في المثلث والنقب حيث يدمر القرى ويتمدد كما يحلو له متنكراً للوجود الفلسطيني على أرضه الذي يؤكد حضوره رغم ادارة الظهر من الحاضنة العربية التي تقف على الحياد وهي ترى استمرار الجريمة تحت سمع وبصر الامم المتحدة.
وهنا لا اجد تبريراً لتأجيل الوحدة الوطنية بل وأدين عقم العقل القيادي في عدم إنجاز أهم مرتكزات القوة التي تكمن في الوحدة وسد الثغرات التي تخترقها المؤامرات من كل فج وصوب ظناً من الاعداء وقد وصلوا في اسرائيل وأمريكا الى ذروة الجهالة والتطرف أن يوجهوا رصاصة الرحمة على الوجود الفلسطيني في بلدهم وتحويلها الى المستوطنين.
هنا وقد وصل الأمر الى اغلاق كل بوابات التعايش مع احتلال خرج وبشكل سافر عن قرارات الشرعية الدوليــة ونقض العهود حتى مع أصدقائه وضرب بعرض الحائط كل الاتفاقيات المبرمة، أدعوا الى وضع استراتيجية ترد الاعتبار للحالة الفلسطينية ولنتذكر انتصار الكرامة بوحدة الدم الفلسطيني الاردني ، لنتذكر الانتفاضة الكبرى عام 87 التي أسقطت حاجز الرعب بالحجر لنتذكر ما هو قيمي في شعب خلقه الله للشدة يمتلك خصائص الرواد مهما كان حجم الأعداء يسير واثق الخطى منتصراً لمكانة فلسطين الاستراتيجية والروحية، وما لشعب الجبارين من اهمية في معادلة الصراع لقدرته على التناوب في رفع الراية التي ما سقطت في ساحة الا وارتفعت بأخرى لتحقيق كنس الاستيطان وجلاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس التي ستكون العاصمة النواة لدولة الوحدة العربية.
بقلم : عباس زكي
عضو اللجنة المركزية لحركة فتح