أحمد عبد الغني - النجاح الإخباري - ما أن أعلنت أجهزة أمن حماس عن مؤتمر صحفي للكشف عن المتهمين في محاولة اغتيال رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمدالله ورئيس جهاز المخابرات ماجد فرج في 13 مارس من الشهر الجاري، حتى اعتقدنا أن القضية ستنتهي بتقديم الأدلة التي زعموا أنهم توصلوا إليها، خاصة وأن تصريحات كبيرة لقيادات حماس ذكرت أنهم توصلوا إلى خيوط كبيرة في العملية تبرأهم منها.
وبعد عرض المؤتمر الصحفي، اتضح جلياً أن ما جاء فيه من تصريحات وفيديو لا يرتقي لمستوى الإعلان عن مؤتمر صحفي لتضليل الرأي العام، لأن ما جاء فيه هو عبارة عن تجميع لتصريحات قيادات حماس منذ وقوع الحادثة وعرضها في فيلم بصور، إضافة إلى تقديم أشخاص زعموا أن لهم علاقة بالعملية وأن "أنس عبدالمالك أبو خوصة" الذي أعدمته أجهزة أمن حماس هو من يقف خلف العملية. لتطبق المثل القائل " إذا طاح الجمل …كثرت سكاكينه !!.
وتحاول حركة حماس التي اتهمها الرئيس محمود عباس بشكل مباشر بالوقوف خلف العملية أن تبرأ نفسها وتعرض سيناريوهات من شأنها حرف الأنظار عن الحقيقة التي يتساءل عنها الكل الفلسطيني وهي "من الذي يقف خلف العملية الجبانة؟". بغض النظر عن تورط أبو خوصة فيها من عدمه، فهو في كل الأحوال أداة استخدمت من قبل جهات تعلمها حماس جيداً وتحاول جاهدة إخفائها.
وأرى أن حماس تورطت بشكل أكبر في علامات الاستفهام التي تدور عليها حول العملية، بعد هذا المؤتمر الذي لم يقدم شيئاً سوى تكريس "أبو خوصة" شماعة تعلق عليه كل الجريمة كونه قتل.
وللعلم، فمكان وقوع العملية لا يمكن لأي شخص الوصول إليه كونه مكشوف من قبل أمن حماس في المكان، خاصة أن العبوة زرعت بعد جهد في المكان ولم توضع على جانب الطريق، وهو ما يؤكد أنه كان بإمكانهم القاء القبض عليه منذ زرعه العبوة، ولكن هناك جهة نافذة أعطت للمنفذين غطاءً.
وبشأن الاعترافات.. فالجميع يدرك أنها مستقاه من هوليود أو بوليود .. ولا ثقة فيها بالمطلق.
لذلك لا مناص لحركة حماس إلا الكشف عن المجرمين الحقيقيين الذين يقفون خلف العملية الارهابية الجبانة ورفع الغطاء عنهم، لأن من فكر في هذا الفعل لا يستحق أن يكون بيننا.