رامي مهداوي - النجاح الإخباري - عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن على الرئيس المصري أنور السادات التنازل عن 70 كيلومتراً داخل سيناء لغاية العريش لضمها لقطاع عزة؛ وبعيداً عن العاطفة والتمنيات في رؤية السيناريوهات القادمة، أجد بأننا ذاهبون إلى دولة غزة.
سيتم إقامة الدولة في قطاع غزة مع أجزاء من سيناء، وتقديم تسهيلات اقتصادية لتحسين الظروف المعيشية للفلسطينيين، لاسيما في القطاع، واستكمال ضم مستوطنات الضفة الغربية، التي تحوي تقريباً نصف مليون مستوطن للسيادة الإسرائيلية.
أدعو الله بأن أكون مخطئاً، لكن هذا السيناريو الأسود ما نذهب له بمحض إرادتنا حتى لو رفضنا ذلك أمام وسائل الإعلام وخطب الجمعة وفي المؤتمرات والصالونات السياسية، لأن السياسة المستندة على الكلمات والشعارات لا تؤسس لفعل مناهض لما يتم الإعداد له من قبل الصهيونية الأميركية من خلال صفقة القرن وتنفيذ سياسة الأمر الواقع.
دولة في غزة وحكم ذاتي بالضفة، يهدف التوجه الأميركي الى حكم ذاتي مسيطر عليه_ منقوص_ في الضفة الغربية، وإعلان دولة غزة من خلال الخطة التي رسمت عام 2005، حيث إن الانسحاب الإسرائيلي كان تمهيداً لما يطلق عليه دولة غزة، ولا شك أن سكان قطاع غزة بمساحته الأصلية لن يتمكنوا من العيش بسعادة ورفاه على قطعة أرض محدودة لا تسمح بالتطوير، ويستحيل بناء ميناء بحري بحجم معقول، سواء بسبب محدودية المساحة، أو لقرب هذا الميناء من إسرائيل، بالتالي تم وضع خطة لتوسيع قطاع غزة باتجاه سيناء لحل المشكلة الديمغرافية والتنموية، كل ذلك يترجم المقولة الإسرائيلية لمفهوم الدولة الفلسطينية "دولة قابلة للحياة".
المنطقة العربية والإسلامية مهيأة أكثر من أي وقت مضى لما تروج له الصهيونية الأميركية، وأكبر دليل أن الإدارة الأميركية تجرأت على الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وتم تحديد موعد نقل سفارتها يوم نكبتنا، ضاربة بعرض الحائط كل الاتفاقيات الدولية والشرعية، ما جعل الإدارة الأميركية الحالية عبارة عن وكيل حصري للصهيونية في تنفيذ مشاريعها الاستعمارية، وخير مثال مؤتمر ما يسمى "مانحي غزة" الذي دعا إليه البيت الأبيض، على الرغم من أن ادارة ترامب أعلنت الحرب على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" التي ترعى شؤون أكثر من ثلثي سكان القطاع، وتدعي في ذات الوقت أنها تهتم بإيجاد حلول للكارثة الإنسانية في غزة، وقد تسببت في تفاقمها!!
لكن ما هو الموقف الإسرائيلي الرسمي من دولة غزة كونها أهم لاعب في المعادلة؟ حاولت البحث وقراءة عدد من التقارير الإعلامية والأبحاث الصادرة من مراكز الدراسات؛ ووجدت إن إسرائيل لم تحدد موقفاً رسمياً من الدولة، وما يجري الحديث عنه هو فقط على المستوى الأمني من خلال مراكز الأبحاث وأجهزة الأمن من استخبارات وشاباك، لكن بالمجمل لا يوجد موقف محدد من مشروع دولة غزة، وهذا أقرؤه بأن إسرائيل ليست معارضة للمشروع لكنها لن تفصح عنه مباشرة.
هذا ما سنشهده في السنوات القادمة وخصوصاً اذا ما تم إعادة انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورئيس وزراء دولة الاحتلال نتنياهو. فالاثنان سيُكملان الهدف وهو القضاء على مشروع الدولة الفلسطينية على أراضي الـ 67 فتكون غزة هي الرقعة الوحيدة الممكن إقامة الدولة_القابلة للحياة_ عليها، وهي ليست بالضرورة أن تكون في ظل حكم حماس!!