فيصل أبو خضرا - النجاح الإخباري - بغض النظر عما يقول منتقدوده فهو الوحيد الذي يقاوم الاحتلال والسياسة الاميركية بدون أي مساندة إلا من القلة القليلة سواء أكان فلسطينيا أو عربيا.
وبعض الفصائل التي لها وزنها الشعبي تنتقد الرئيس عباس المقاتل بالعمل والفكر وبعد النظر بعيدا عن الأفعال المرتجلة، لأننا نقاتل امريكا ومن ثم نقاتل محتلاً جباناً يستند على قوة عدونا أي الأول/ الحكومات الامريكية المتعاقبة منذ ترومان وحتى سيّء الذكر ترامب الجاهل. ولكن بالفكر النير والعزيمة الفلسطينية الشجاعة استطاع أبو مازن أن يضع القضية الفلسطينية في أول اهتمام العالم الحر وغير الحر.
لابد في هذا المقام أن نذكر أول معاهدة فلسطينية اسرائيلية، والتي مع الأسف إنتقدها بعض الفصائل الذين يتكلمون ويظهرون على مسارح تلهب الجماهير الفلسطينية بدون أي خطط من الممكن تنفيذها في الوقت الحاضر واذكر على سبيل المثال الاتفاقية بين السلطة الشرعية الفلسطينية وبين المحتل الاسرائيلي، والتي وقعت في البيت الأبيض بواشنطن، بحضور الرئيس الامريكي كلينتون و توقيع وارن كرستوفر ممثلا للولايات المتحدة الامريكية، أندرو كوزوروف ممثلا عن الاتحاد الروسي.
ومع الأسف فإن بعض هذه الفصائل لها مقولة متكررة بأن إتفاقية أوسلو هي العقبة وكأننا إذا ألغيناها نستطيع إستعادة بلادنا فلسطين من النهر الى البحر.
أذكر بأن أحد زعماء «فتح» التي لها وزنها ودورها الرئيسي في الاتفاق الذي يعتبره العقلاء ولغاية اليوم اهم إنجاز صنعة الرمز القائد أبو عمار رحمه الله والرئيس عباس. سألت هذا الزعيم" هل أنت يا أبو عمار مقتنع بهذه الاتفاقية بغض النظر عما فيها من عيوب سياسية"" فكان الجواب باللغة العامية"" إذا استطعنا ان ننجز هذه الاتفاقية فستكون تكلفتها دم حتى الركب".
ولا بد هنا أن نذكر بعض ما جاء في هذه الاتفاقية:-
١- لأول مرة في تاريخ الصهيونية اعترفت اسرائيل بالشعب الفلسطيني على أرضه وأرض أجداده وعلى حقوقه الوطنية.
٢- تم الاتفاق على الانسحاب من الاراضي المحتلة على ثلاث مراحل وأول هذه المراحل الانسحاب من غزة من ناحية الغرب، وأريحا من ناحية الشرق ، خصوصا ان أريحا أعاد إحتلالها موشي ديان ، العام ١٩٦٧ منذ ان احتلها يشوع بن نُون في العام ١١١٨ قبل الميلاد. ومن ثم تسليمها للسلطة.
٣- جميع هذه الزعامات التي تنتقد أوسلو، (اريد ان أقول لهم لولا أوسلو لما استطعتم العودة لوطنكم ولكن مع الأسف عودتكم للوطن سببت انفصال غزة هاشم عن باقي الوطن)، مع ان أحد بنود الاتفاقية هي وحدة تراب غزة وباقي تراب فلسطين وحدة جغرافية واحدة. ولكن ، بعض زعاماتنا ما زالت مصرة على فصل تراب الوطن مما أسعد المحتل بدون عناء.
لا أريد ذكر أكثر من هذا لان أوسلو جعلتنا غير مشردين، والآن أصبح عودة الزعماء مع عائلاتهم، وجميع الكوادر ومن جميع الفصائل والتي يبلغ عددها الآن أكثر من نصف مليون، وهذا إن دل على شيء فهو يدل عن وعي وحكمة الأخ الرئيس أبو عمار ورفيق دربه أبو مازن.
إن الأخ الرئيس وبمجهوده الدؤوب انتزع موافقة ١٣٨ على الاعتراف بدولة فلسطينية على حدود ١٩٦٧م. وعاصمتها القدس الشريف، وفي مجهوده أيضا تم شراء أو بناء اكثر من ١٠٠ سفارة ملكا للشعب الفلسطيني، هذا غير البنى التحتية والمدارس والجامعات، التي انتهى بناؤها: أي دولة كاملة تحت الاحتلال.
ولا ننسى مواقفه من دعم أهل القدس الذين صمدوا، وصلوا على أبواب مسجدنا الأقصى ان كانوا مسلمين أو مسيحين وبقوا صامدين وحتى كسروا إرادة االمحتل، وكان الدعم المادي حاضرا لنصرة أهل القدس.
أما اليوم فهو يقاتل ولوحده لانتزاع الاستقلال من محتل مدعوم من أقوى دولة في العالم. وقطع جميع إتصالاته مع أمريكا، التي إستغنت عن دور الوسيط الى دولة عدو للشعب الفلسطيني. كما أنه في مجلس الأمن ألقى كلمته الواضحة والجريئة، ولقي هذا الخطاب العام قبول جميع دول العلم بلا إستثناء ما عدا أمريكا واسرائيل. وألقى التحية لجميع أعضاء مجلس الأمن، والضيوف الذين حضروا هذا الاجتماع وترك المجلس غير عابىء بالمندوب الاسرائيلي والمندوبة الاميركية نيك هيلي.
وفِي المقابل نجد قيادات القطاع ما زالوا بعيدين جدا عن إنهاء الانفصال ولا يضعون أيديهم بيد الرئيس، كي يتفقوا على سياسة وطنية موحدة لإنهاء المعاناة الانسانية في القطاع.
ان الرئيس عباس وقف وقفة رجل واحد ممثلا الشعب الفلسطيني ولم ولن يتنازل عن أي من الثوابت الفلسطينية ضد الصلف الامريكي، وحان لهذه الزعامات. ان تتوقف عن الخطابات التي لا يمكن تنفيذها، لان هذه الخطابات العنترية في واقع الأمر لا تحقق شيئاً بل بالعكس تماما إذ يزداد هذا الشعب الصابر فقرا وجوعا وعذاباً.
ان واقعنا العربي المزري من تفرقة بكل ما في هذه الكلمة من معنى تجعل قضيتنا من آخر أولوياتها، ونعيد القول ان على جميع الفصائل وأولها حماس ومن ثم الجهاد بأن يضعوا أيديهم بيد الرئيس الشرعي للشعب الفلسطيني " محمود عباس" كي نخرج من هذا النفق المظلم ونعيش بكرامة كباقي شعوب العالم.