عيسى قراقع - النجاح الإخباري - رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين
لمدة ربع ساعة هاجمت كلاب الاحتلال المتوحشة الأسير مبروك جرار. في تلك الليلة المفترسة يوم 3/2/2018 خلال مداهمة الاحتلال لمنزله في قرية برقين قضاء جنين وإصابته بجروح بالغة في ذراعه وساقه وكامل الجهة اليسرى من جسده وعلى مرأى من الجنود وحشد منهم.
دماء كثيرة تتناثر في غرفة النوم أمام زوجته وأولاده الصارخين المرتعبين، انياب الكلب المتوحش تنغرز في جسد مبروك، وتنهش لحمه وعظمه وتسبب له جروحاً عميقة، ودماء على السرير والحيطان ينزفها الجسد المهشم الذي وقع فريسة لهذا الكلب الاحتلالي الذي يتلقى اشارات وتعليمات الهجوم من الضباط والجنود والمستمتعين بهذه الجريمة البشعة.
لم يكتف الجنود بما فعله كلبهم المفترس، وإنما ضربوا الاسير ضربا مبرحا وتم اعتقاله وتركه في معسكر سالم ينزف الدماء لمدة ثلاث ساعات دون علاج، ليخضع بعد ذلك للتحقيق في مستشفى العفولة رغم اصاباته البالغة.
عندما زرنا الاسير في مستشفى رفيديا بنابلس بعد الافراج عنه كانت لا تزال آثار اضراس وانياب الكلب واضحة في جسد مبروك جرار، وكان واضحا ان عواء تلك الليلة لا يزال يدوي عاليا عاليا في ظل دولة مستكلبة تلاحق الناس بكلابها ورصاصها وقنابلها وتقتحم عليهم نومهم وساعاتهم الهادئة.
ان استخدام الكلاب في عمليات الاعتقال التي يقوم بها جيش الاحتلال ضد السكان المدنيين العزل بما فيهم الاطفال والنساء هي سياسة قديمة جديدة ، وسياسة رسمية متبعة منذ بداية الاحتلال، وتعتبر حسب القانون الدولي ضربا من ضروب ممارسة التعذيب والمعاملة اللاإنسانية والمهينة والحاطة بكرامة الانسان.
في تلك الليلة المفترسة ، الكلب في غرفة نوم الأسير مبروك جرار، ليلة مرعبة ومخيفة، ليلة طويلة جدا تعبر عن سادية المحتلين وتجردهم من كل النوازع الاخلاقية والانسانية، ليلة حاقدة تكشر عن انياب المتطرفين والعنصريين الاسرائيليين الذين يدعون الى قتل الاسرى وإعدامهم وخنقهم بالغاز وإقامة معسكرات إبادة لهم.
وفي تلك الليلة المفترسة ، الكلب في غرفة النوم، هجوم مسعور من دولة الاحتلال على كل فلسطيني وبأبشع الوسائل وأعنفها، قوانين وتشريعات عنصرية معادية لحقوق الاسرى، تصريحات خطيرة لعضو الكنيست المتطرف " ارون حزان" وهو يقول ان ما يحتاجه الاسرى الفلسطينيون هو خبز يابس وكأس ماء ورصاصة في الرأس في تحريض سافر على الاسرى ، وهو الذي اقتحم حافلة عائلات الاسرى خلال زيارة ابنائهم ووجه لها الشتائم العنصرية والتهديدات.
كلاب الاحتلال دربت ان تشم رائحتنا، دربوها ان تعضنا وتأكلنا وتمتص دماءنا، كلاب جاءت من المعسكرات تعلمت اننا اهدافا لوحشيتها ، فهي لم تعد حيوانات اليفة، لا شيء اليف في دولة الاحتلال، لقد جندت للعمليات العسكرية والملاحقة والاعتقال، ينسجم عواؤها تماما مع العواء السياسي في دولة اسرائيل ، وقد هيمن عليها التطرف والفاشية والعسكرتارية ، ازالت السياج عن كل المحرمات والحقوق، وأفلتت قطعان الكلاب على حياة البشر وحقوقهم.
أحد ضباط جيش الاحتلال قال ان استخدام الكلاب ضد الفلسطينيين افضل من اطلاق الرصاص، لهذا تحول المحقق الاسرائيلي في غرفة التحقيق الى وحش، اطلق الوحش الكامن في داخله ليفترس الاسير بأساليب تعذيب رهيبة، ولهذا ايضا اطلقوا الكلاب على الطفل حمزة ابو هاشم في قرية بيت امر، نهشته ومزقت جسده ، ولا يزال الطفل خائفا، يتذكر انه يعيش في غابة سوداء مليئة بالكلاب ، نباحها هنا في الشوارع والأزقة وبين البيوت.
في تلك الليلة المفترسة ، الكلب في غرفة النوم، الكلب في كل مكان، جيش الاحتلال يشبع غريزته العدوانية ويستمتع ويتلذذ بمشهد الأسير مبروك جرار يتلوى تحت انياب الكلب الذي هاجمه بقسوة.. دولة الاحتلال استنفرت الوحش النائم في أعماقها وأيقظته وأطلقته لكي يسهل عليها تنفيذ عدوانها على الفلسطينيين.
في تلك الليلة المفترسة ، الكلب في غرفة النوم، سقط القناع الذي يخفيه الاحتلال، ظهر توحشه عندما يتعامل مع الضحية كأنه ليس انسانا، او ليس إنسانا سويا، مع ان انسانية الانسان السوي قد وصلت الى درجة تشكيل جمعيات للرفق بالحيوان، فقد ظلت حيونة الضحايا سببا كافيا لكل انواع التعذيب والتنكيل والتشريد والقتل والإبادة.
في تلك الليلة المفترسة، الكلب في غرفة النوم، أخرج الوحش القابع في أعماق الاحتلال اصواتا خشنة ، وحوش جائعة كثيفة الشعر، ، والوحش يجأر، الوحش يقوم بإعدامات ميدانية، مداهمات ليلية، الوحش منفلت في كل مكان يمارس التدمير ، رائحة لحم ودم ملأت السجون والمحاكم العسكرية، المشاهد ممتعة ومثيرة للمحتلين، ينتشون الى درجة التهيج عدوانا واستيطانا وقتلا وتعذيبا.